خناق الخيل (Strangle)

  • د/عبدالله علي الشوكاني
  • نشر بتاريخ:30-06-2020
  • قراءات: 1889
خناق الخيل أو ما يعرف بدستمبر الخيل (Equine distemper) 
من الأمراض المعدية التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي عند الخيول نتيجة العدوى بجراثيم المكورات العقدية الخيلية.

يعتبر خناق الخيل من الأمراض الوبائية في الوقت الحاضر، نتيجة انتشاره حول العالم بفعل توسع رياضات الخيول (Sporting events) ومسابقاتها العالمية وتنقل الخيول المستمر بين الدول.

تنتقل الجراثيم بين الحيوانات بالإتصال المباشر أو غير المباشر عبر الأدوات وتجهيزات الخيول، ولا تعيش وتنتقل هذه الجراثيم لفترة طويلة في البيئة المحيطة مقارنة ببعض أنواع الجراثيم.
ويعتبر كل حيوان من كل عشرة خيول حامل للمرض ويطرحه بشكل مستمر خلال أسابيع أو أشهر، لذلك من المهم عزل الخيول الجديدة في الإسطبلات لفترة قبل دمجها في الخيول في الإسطبل.

«-» أعراض المرض
تتراوح فترة الحضانة للمرض بين (3-10) أيام ويستغرق ظهور الخراجات حوالي أسبوع ويستمر المرض ثلاث أسابيع في حال عدم كشفه ومعالجته بشكل مبكر.
تتدرج حدة أعراض المرض بين المتوسطة والشديدة مع ارتفاع حرارة فوق 39 درجة وقد تصل حتى 41 درجة، وتراجع شهية الحيوان وصعوبة حركته.
كما يلاحظ خروج سوائل مخاطية  (Discharge) مصفرة من كلا فتحتي الأنف.
ويمكن تحسس كتل خراجية  (Abscesses) مؤلمة وساخنة حول منطقة البلعوم في مكان اتصال الرأس بالرقبة عند الحيوان نتيجة التهاب العقد الليمفاوية بين الفكية والعقد الليمفاوية المحيطة بالأكياس الهوائية ، والتي قد تنفجر لاحقاً لداخل التجويف البلعومي أو الأكياس الهوائية وهو ما يشاهد على شكل إفرازات انفية قيحية سميكة ذات رائحة كريهة، أو قد تنفجر للخارج عبر الجلد على شكل قيح (Pus) أصفر مخضر سميك. ويظهر الحيوان صعوبة في قدرته على تناول ومضغ الطعام ومد الرأس للأمام نتيجة التضخم والألم في منطقة العنق  ومن هنا جاء تسمية هذا المرض بمصطلح الخناق.
وقد تصاب الخيول بخناق الخيل مع غياب واضح للأعراض باستثناء ارتفاع حرارى خفيف وسوائل أنفية صافية وتراجع مؤقت لتناول الغذاء، ومن المهم للمربين في حال الشك بالإصابة بخناق الخيل وخاصة مع تواجد حيوان مصاب أو حيوان جديد في الإسطبل السرعة في عزل الخيول المرجح اصابتها واستدعاء طبيب الخيل لإجراء الفحص البيطري.

نادراً ما يسبب خناق الخيول نفوق الخيول المصابة إلا أن حوالي 20% من الخيول قد يحدث عندها مضاعفات نتيجة الإصابة، كالتهبات مزمنة وتضخم دائم في العقد الليمفاوية في منطقة العنق والذي يسبب تراجع قدرة الحيوان على الأكل وضعف المقدرة التنفسية عند الحيوان بفعل تضيق الممر التنفسي العلوي. وقد تنتشر الجراثيم  لأجزاء من جسم الحيوان مما يسبب خراجات  في أعضاء الجسم المختلفة كالكلية أو الطحال، وفي بعض الحالات النادرة قد يسبب اضطراب مناعي عند الخيول
يوجد العديد من الطرق المخبرية  لتأكيد وجود المرض، لكن يجب معرفة أن العديد من الخيول قد تكون حاملة  للمرض مع نتيجة مخبرية إيجابية دون وجود أعراض إصابة إكلينيكية عليها.

ومن المهم معرفته أن أفضل طريق لتقليل انتشار المرض هو الكشف المبكر عنه، من خلال ملاحظ الأعراض الإكلينيكية الأولية للمرض.

«-» علاج المرض
أغلب الخيول المصابة تحتاج لعناية طبية جيدة وراحة ومضادات التهاب غير ستروئيدية لتخفيف حدة الالم والأعراض. من المهم تغذية الخيول من الأرض وعلى أغذية صلبة نسبياً لتحفيز إنضاج الخراريج وتصريف السوائل القيحية المتجمعة، كما يفيد تنضيج الخراريج عن طريق تطبيق كمادت ساخنة في منطقة العنق أو بعض المراهم المنضجة، لتسريع نضج وفتح هذه الخراجات.
ويتم معالجة الخراجات التي فتحت كمعالجة خراج عادية من خلال التنظيف المستمر والتطهير ووضع دريناج  يسمح بسحب السوائل ويمنع انغلاق الخراج قبل شفائه بشكل كامل.
ويوجد خلاف بشأن استعمال المضادات الحيوية في علاج خناق الخيل، لكن من خلال تجربتنا الحقلية وجدنا أن استعمال البنسليين قد يفيد في المرحلة الأولى من المرض وقبل تشكل الخراجات، لكن لا يفضل استعمال المضادات الحيوية في حال ملاحظة وجود الخراجات لانها قد تتشكل محفظة حول هذه الخراجات ويصعب فتحها وقد تبقى تسبب ألم للحيوان وصعوبة في التنفس لاشهر أو لسنوات.
توجد في الاسواق في الوقت الحالي بعض اللقاحات ضد خناق الخيل مثل لقاح
(PinnacleTM I.N.by Fort Dodge)
لكن من المهم في حال تطبيقها، إعطاءها بشكل دوري للحيوان وتطبيقها على كل الخيول في الإسطبل أو المنطقة الواحدة.

«-» الوقاية من المرض
نعرض بعض النصائح للحد من انتشار المرض في حال وجود حيوان أو أكثر مصاب في الإسطبل:
1. تعقيم مداخل الإسطبل عن طريق وضع أحواض سائلة لتعقيم الأقدام ودواليب السيارت بشكل مستمر.
2. الأشخاص العاملين في التعقيم في الإسطبل يتوجب عليهم تبديل ملابسهم الخارجية غسل الأيدي بشكل جيد بشكل دوري.
3. المكورات العقدية من الجراثيم الضعيفة التي يتم قتلها بالحرارة المتوسطة، لذلك غسل الثياب بالماء الساخن كفيل بالقضاء على مسبب العدوى والحد من انتشار المرض.
4. يجب عزل الخيول المصابة أو المتوقع اصابتها في أماكن عزل خاصة مفصولة عن اسطبل الخيول، حتى نضمن خلوها من المرض.
5. يجب قياس الحرارة لكل الخيول في الإسطبل عند وجود حيوان مصاب مرتين يومياً وعزل الخيول التي أظهرت ارتفاع في الحرارة بشكل فوري، لان ارتفاع الحرارة هو من أولى مؤشرات الإصابة بالمرض.
6. يجب إعلام الأشخاص الذين يتوجب عليهم الدخول للإسطبل كالأطباء وموزعين الأعلاف أو التجهيزات بحالة الإسطبل، حتى يرتبو جولتهم على الإسطبلات ويجعلو زيارة الإسطبل الذي يحوي على المرض أخر زيارة تجنباً لنقل المرض للأسطبلات المجاورة.
7. يجب تحذير مربيين الخيول الذي يقتربون بخيولهم من الاسطبل المصاب من خلال الرعي او الركوب من وجود المرض ليبتعدو بخيولهم قدر الامكان عن الأسطبل.
للقراءة والأطلاع على المزيد
مرض القراع في الإبل (Ring Worm)
الدوران أو الصرع ( الخيلي )
مرض السل في الأبقار..الأسباب، الاعراض، الوقاية والعلاج


------------------