أنواع القهوة

  • أ.د عبدالودود مقشر
  • نشر بتاريخ:29-07-2019
  • قراءات: 2039
تعددت أنواع القهوة في القرن العاشر الهجري / الخامس عشر الميلادي، وهو القرن الذي انتشرت فيه القهوة في أغلب المنطقة العربية، وكانت أنواعها –حينذاك- على النحو التالي: 
القهوة القشرية. 
القهوة البّنية.
القهوة المحكّمة الاستواء.
القهوة القاتية.

فقد ذكر عبدالقادر بن محمد الجزيري الأنصاري في كتابه (عمدة الصفوة في حل القهوة) -وهو من أوائل من وثق لنشأة القهوة- عن هذه الأنواع: "أعلم أن القهوة هي النوع المتخذ من قشر البن أو منه مع المُحّجَم -بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الحاء المهملة المفتوحة أيضاً- أي المقلي، وصفتها أن يوضع القشر إمّا وحده وهي القشرية، أو مع البن المحجم المدقوق وهي البنية في ماء، ثم يغلى عليه حتى يخرج خاصيته، ومنهم من يجد غاية اعتدال استوائها بطعم مذاقها إلى المرارة، وتسمى في اصطلاح ذوي معرفتها المحكّمة الاستواء بتشديد الكاف وتركه ثم تشرب "طبع ضمن كتاب الانيس المفيد للطالب المستفيد وجامع الشذور من منظوم ومنثور، دار الطباعة الجمهورية في باريس 1214 هجرية / 1799م، صـ 177 - 178.

أما القهوة القاتية المتخذة من شجرة القات فهي الممهد لاكتشاف القهوة ولتحول من شجرة القات إلى شجرة البن، فقد ذكر الجزيري ما يؤكد ذلك بقوله: "وأنها كانت -أي القهوة- قبلُ من الكفتة أعني الورق المسمى بالقات لا من البن ولا من قشرة".

القهوة المعنوية، تحدث الصوفية عن هذا النوع الخامس في القرن العاشر الهجري / الخامس عشر الميلادي وقصدوا بها قهوة معنوية روحية لا ترتبط بالمذاق المادي؛ ولكن ترتبط بالمذاق الروحي الصوفي، فالقهوة ارتبطت بالتصوف وكان اكتشافها على يدّي أحد رجالها ولم تكتشف إلا لغاية تعزيز التصوف والصوفية في نفوس البشر، يقول الكاتب الشهير الدكتور أحمد زكي: "ولعل أقوى من ناصر القهوة في هذا الصراع مشايخ الصوفية في كل البقاع الإسلامية، أحبوا الذات الإلهية وفنوا فيها وتغزلوا وشببوا بها؛ وكأن الغزل لا يحلو إلا بالصهباء، والتشبيب لا يكون إلا مع بنت الحان، فاتخذوا من القهوة خمرهم، ومن فناجينها كؤوسهم وذكروها وأكثروا ذكرها في أشعارهم"، مقال (القهوة) مجلة الرسالة، العدد 7، أبريل 1933م، صـ 31.

ويعتبر العلامة القطب اليماني الشهير عبدالقادر بن شيخ العيدروس في رسالته المخطوطة (صفوة الصفوة في حكم القهوة الملقب بالسر المكنون المودع في قهوة البون) أن "قهوة الصوفية هي عبارة عن ما يجده أهل الله من الذوق عند الاطلاع على أسرار الغيب وحصول المكاشفات العجيبة ونيل الفتوحات العظيمة"، بل ويغالي بعض الصوفية في ذلك لإيجاد سند مقدس ودليل قرآني، فقد قال الشيخ عبدالرحمن بن علي "كنت أنا وابن عمي أبوبكر العيدروس ونحن صغار في المكتب فلما وصلت في لوحي قوله تعإلى: ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ (سورة الفرقان، الآية 75)، قال لي الشيخ: أتدري ما تلك الغرفة؟ هي قهوة الصوفية"، راجع: مجهول، هذه فوايد عظيمة في خواص القات والبن عن أكابر الصوفية وغيرهم نفع الله بهم، مخطوط بدار المخطوطات في صنعاء برقم 3252 مجاميع، ورقة رقم 182.



------------------