سلسلةالصادات الحيوية-الجزء التاسع والعشرون

نبدأ اليوم زمرة دوائية جديدة وهي زمرة السلفوناميد(المضادات البكتيرية) :

عقاقير السلفوناميد Sulfonamide

 أو السلفا Sulpha 

هي مجموعة من المركبات المرتبطة كيميائيًا والمضادة للبكتيريا. 

اكتشفت في البداية عندما كان احد الصيادلة يبحث عن صباغ للأقمشة الصوفية ثم توصل لمشتقات السلفا واصبحت تستخدم كادوية من ذلك الحين

وهي من أوائل الأدوية التي أثبتت فاعليتها وأمانها ضد كثير من العدوى البكتيرية الشائعة

 وأدت دورًا رئيسيًا في العلاج ضد البكتيريا في الفترة بين الثلاثينيات ومنتصف الأربعينيات من القرن العشرين

 إلى أن أصبح البنسلين متوافرًا على نطاق واسع.

أدى تطور مشتقات السلفا إلى انخفاض حاد في عدد الوفيات الناتجة عن كثير من الأمراض المعدية وساعدت على إنقاذ أرواح كثيرة خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). 

في مجال الدواجن تستخدم على نطاق واسع وفعال جداً وعلى وجه الخصوص في حالات الإصابات التنفسية وحالات الكوكسيديا

ولكن يجب الحذر عند استخدام مركبات السلفا والأفضل ان تكون الحل الاخير

فزيادة جرعتها او استخدامها لفترة معالجة طويلة تقود إلى نتائج كارثية على الكلى

هي مركبات موقفة لنمو البكتريا حيث تعمل مشتقات السلفا بصورةٍ طبيعية إذ لا تقتل مشتقات السلفا البكتيريا بالفعل ولكن بدلاً من ذلك فإنها تمنع تكاثرها، فيكون من السهل على آليات الدفاع الطبيعي للجسم (المناعة) قتل تلك البكتيريا.

وتحتاج البكتيريا التي لديها حساسية لمشتقات السلفا إلى مادة كيميائية تُسمى (بارا ـ أمينو حمض البنزويك) لكي تنمو وتتكاثر.

 ومشتقات السلفا لها تركيبة كيميائية مشابهة لهذه المادة يمكن أن تمتصها البكتيريا بسهولة. 

وعندما تمتص البكتيريا تلك التركيبة الكيميائية فإنها توقف التفاعلات الكيميائية التي يدخل فيها مركب بارا ـ أمينو حمض البنزويك وبالتالي فإن البكتيريا لا تستطيع النمو أو التكاثر.

وفى أواخر الستينيات من القرن العشرين طور الباحثون توليفة دوائية مكونة من السلفا ميثوكسازول وهو من مركبات السلفا، ومركب مضاد للبكتيريا يسمى ترايميثوبرزم وأطلقوا على هذا الدواء اسم كورترايموكسازول وقد أثبت فاعليته في علاج أنواع معينة من العدوى البكتيرية غير الحساسة لمشتقات السلفا وحدها.

لمحة تاريخية :

في عام 1908 اكتشف الصيدلي الألماني (يول جلمو) الذي كان يبحث عن أصباغ أفضل للأقمشة الصوفية  بعض المواد الكيمائية التي أدت بدورها إلى التوصل إلى مشتقات السلفا ولكن لم تستخدم مشتقات السلفا في الأدوية إلا في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي.

وفي عام 1935م اكتشف باحث ألماني في علم الأمراض (كرهارد دوماك) أن صبغة البرونتوسل تقتل البكتيريا العقدية في الفئران، وكشفت المزيد من الأبحاث أن البرونتوسل يتحلل إلى مشتق للسلفا في الجسم. وتوصل العلماء إلى أن السلفا هي المادة الكيميائية المسؤولة عن منع تكاثر ونمو البكتيريا. واخْتَبر الباحثون الآلاف من المواد الكيميائية المرتبطة بالسلفا قبل أن يتوصلوا من بينها إلى العدد القليل الأكثر فاعلية.

لماذا يجب الحذر عند استخدام السلفا :

والمشكلة الرئيسية المرتبطة بمركبات السلفا هي أنها قد تتبلور أَحيانا في البول مسببة تلف الكلية ولكن العلماء تمكنوا فيما بعد من حل هذه المشكلة فطوروا مشتقات السلفا وجعلوها ذات قابلية أكثر للذوبان في الماء وبالتالي أصبح من الطبيعي أن يقل احتمال وجود التبلور في البول.

هل يجوز استخدام اكثر من مركب سلفا معاً :

أحيانا وفي حالات كثيرة يتم خلط نوعين من مركبات السلفا معاً فيعطيان نتائج أفضل 

وكمثال خلط السلفا كينوكزالين مع السلفاديمثيوكسين في حالات الإصابة بالكوكسيديا ويتم خلط مركب معهم يسمى ديافيريدين

هذه الثلاثية العلاجية رائعة وذلك لأن

 السلفا كينوكزالين  بطيئة الامتصاص

 بينما السلفا ديمثيوكسين سريعة الامتصاص ولكنها بطيئة الاطراح

وبالنسبة للسلفا ديازين والسلفاديميدين فهي سريعة الامتصاص سريعة الاطراح 

وسرعة الامتصاص والاطراح هذه يعتمد عليها في تصنيف مركبات السلفوناميد

ايضاً السلفا تتوافق مع الامبروليوم وتعطي نتائج جيدة في حالات الإصابة بالكوكسيديا

المراجع تذكر تعارضها مع البنسلينيات عدا البنسلين ولكن عملياً ومن خلال تجربتي فإن استخدامها مع الأموكسي سيللين كان يعطي نتائج جيدة

فكنت اشمل المعالجة المعوية مع معالجة الكوكسيديا كون ان الاصابة بالكوكسيديا والاصابات المعوية لا يمكن فصل احداهما عن الآخر 

وكنت استخدم الأموكسي سيللين مع النيومايسين مع السلفا.

مركبات زمرة السلفاميدات واسعة الطيف توثر على طيف كبير من الجراثيم السالبة والايجابية الغرام

في الحقيقة إن مركبات السلفا المستخدمة سواء بيطرياً او بشرياً  كثيرة جداً ولكنني سأكتفي في المنشورات اللاحقة بالحديث عن مركبات السلفا الشائعة الاستخدام داجنياً