اكثار و حماية شجرة دم الأخوين (إعريهب)

  • عبد الرقيب العكيشي
  • نشر بتاريخ:11-10-2019
  • قراءات: 2228
تنتج الشجرة ثمار إحادية الفلقة ..هذه الثمار قد تكون بها بذرة أو أكثر, تكاثر شجرة دم الأخوين في الطبيعة ضعيف جداً ويتركز في المناطق الوعرة التي لا تصل إليها الحيوانات وخاصة الأغنام, ولكن من المميز في بذور دم الأخوين أنها تنمو بسهولة, مثلا في مشتل العم أديب (الله يحفظه ويسعده) في العاصمة حديبو تتواجد الآف الشتلات لدم الأخوين من البذور التي زرعها.  لذلك هناك إمكانية زراعتها في مناطق محمية من الحيوانات. الصفة الأخرى للشجرة هي أنها تنمو ببطئ شديد حيث تحتاج إلى مئات السنين لكي تصل إلى إرتفاع يجعلها بعيدة عن متناول الحيوانات وهذا يحتاج الرعاية لهذه الشجرة ليس من جيل واحد ولكن على أقل تقدير من جيلين. الصفة الأخرى أنها في حقيقتها نبات عشبي لذلك مستساغة بشكل كبير من قبل الحيوانات لذلك موضوع الحماية عن طريق بناء جدران حولها أو عمل أشباك يعتبر مهم لحمايتها من الحيوانات ولكن قدرات أبناء سقطرى محدودة وخاصة أنه ليس هناك فائدة مباشرة من الشجرة فبناء جدار حجري يحتاج إلى جهد كبير وشراء أشباك أيضاً, لذلك الكثير سوف يطرح موضوع المشاريع الدولية وهنا تأتي نقطة أخرى وهي موضوع تكسر الشباك نتيجة العوامل المناخية وعدم القدرة على تجديدها ولأن المشروع بعد 3-5 سنوان يكون قد انتهى.  عمل الجدران الحجرية ناجح ولكن يحتاج إلى إلتزام كبير من السكان وخاصة عندما تظهر الحشائش في المشتل المحمي وهي مهمة جدا للحيوانات فيقوم الناس بالسماح لحيواناتهم برعي الحشائش داخل المسيج. لذا الحل أن يكون هناك تعاون بعيد المدى بين السكان المحليين والمنظمات الداعمة, بحيث تقوم الدولة والمنظمات الداعمة بتوفير نوعية جيدة من الحماية للأشجار ويمكن أن يقوم السكان بحصاد الحشائش لحيواناتهم من داخل المسيجات بدون الإضرار بالأشجار أو شتلاتها داخل المسيجات. نقطة مهمة يجب التطرق إليها وهي مواسم الجفاف التي تمر على الجزيرة وتؤثر بشكل كبير على حياة الناس وخاصة الرعاة, لذل على الدولة والمنظمات الداعمة مراقبة حالة السكان ومساعدتهم وخاصة في الضروف القاهرة كالجفاف والأعاصير وليس فقط مخاطبتهم وقت الحاجة إلى حماية التنوع الحيوي. نعم أعرف أن حماية الموارد الطبيعية هي جزء أساسي من حماية معيشة سكان سقطرى على المدى البعيد ولكن تختلف الإهتمامات والأولويات من مجتمع لآخر وكذا من شخص لآخر. من المهددات الأخرى على أشجار دم الأخوين هو تغير المناخ حيث أن الشجرة تحتاج إلى رطوبة جوية ولذا تتأثر بقلة المياه سواء الأرضية أو الجوية, ولكن بشلك عام ما زال هناك أماكن كثيرة في سقطرى تستطيع بيئتها أن تنمي شجرة دم الأخوين. الاعاصير سببت أيضاً باقتلاع وتدمير الكثير من الأشجار وخاصة أن الأشجار في سقطرى كلها بالغة وبعضها بأعمار كبيرة وكذا أغلبها فيها جروح من عمليات الحصاد السابقة والحالية لذا في الرياح والأعاصير تقوم بالقضاء على العديد من هذه الأشجار المعمرة والضعيفة. هنا نحتاج إلى تنظيم عمليات حصاد دم الأخوين بشكل لا يضر بحياة الشجرة والبحث عن بدائل للسكان المحليين المعتمدين ولو بشكل جزئي على بيع دم الأخوين. الكلام كثير ولكن أقول أن هناك إمكانية كبيرة لإعادة إكثار أشجار دم الأخوين وتحتاج فقط إلى إلتزام من الدولة والمنظمات الداعمة وإلى نقاش ومبادرة من داخل المجتمع السقطري. ولا ننسى التعليم والتوعية البيئية للأجيال القادمة. 

#connect2socotra

عبد الرقيب العكيشي


------------------