سلسلة الصادات الحيوية-الجزء السابع والاربعين

  • د. تميم الشحنة
  • نشر بتاريخ:06-11-2019
  • قراءات: 3289
نبدأ اليوم بزمرة جديدة هي زمرة السيفالوسبورينات:

السيفالوسبورينات Cephalosporin :

قبل البدء يجب التذكير أن زمرة السيفالوسبورينات كاملة
وزمرة البنسلينيات كاملة 
تندرجان تحت زمرة أشمل اسمها زمرة البيتالاكتام
حيث أن مركبات زمرة البيتا لاكتام تعمل على البيتاغلوكان وتمنع تكوينها أثناء تكاثر الخلية. 

السيفالوسبورينات والبنسلينيات (زمرة البيتالاكتام) 
كلاهما يصنف من الصادات الحيوية التي تؤثر على الجدار الخلوي
وبالتحديد كما ذكرنا تؤثر على البيتاغلوكان أثناء تكاثر الخلية 
والبيتاغلوكان بشكل بسيط هو عبارة عن نوع من السكاكر توجد في جدران الخلايا من البكتريا والفطريات والخمائر والطحالب والنباتات. 

استطاع الإنسان أن يجمع موادًّا ناشطة كمضادات حيوية وذلك انطلاقًا من الفطر Cephalosporium acremonium. 
هذه الموادّ شبيهة بالبينيسيلينات Penicillins لكونها تحتوي على حلقة البيتالاكتام Betalactam.

إلّا أنّ الفارق بينهما (البينيسيلينات والسيفالوسبورينات) هو أنّ الثانية تضمّ حلقةً سداسيّة عوضًا عن الحلقة الخماسيّة -التي تضمّ عنصر الكبريت Sulphur- المجاورة لحلقة البيتالاكتام.

الـ"سقالة" الأساسيّة للسيفالوسبورينات هو حمض الأمينوسيفالوسبوران. وهو الذي يُستعمَل في تصنيع السيفالوسبورينات الصناعيّة.
تأثيرها هو شبيه بتأثير البينيسيلّينات
هي صادات قاتلة للبكتريا
 (او بشكل آخر تعمل على إعاقة نمو البكتيريات الهادئة بينما تقضي على البكتيريات الكثيرة الانقسام.)

كما في حال البينيسيلّينات يمكن لبعض أنواع البكتيريا أن تشطر حلقة البيتالاكتام (بيتالاكتاماز) عبر العديد من الإنزيمات نذكر على سبيل المثال: البينيسيلّيناز لدى البكتيريات المكورة العنقودية
 والسيفالوسبوريناز (Cephalosporinase) لدى البكتيريا سلبية الغرام. 

هذا يفسّر لماذا تستطيع السيفالوسبورينات أن تؤثّر في البكتيريا إيجابية الغرام حيث توجد البينيسيليناز -التي تُفقِد البينيسيلّنات تأثيرها. 

بينما طوّرت بعض البكتيريا -كما أسلفنا- مقاومة للسيفالوسبورينات عبر إنزيم الـ"سيفالوسبوريناز". 

استطاع باحثون أن يطوّروا مركّباتٍ سيفالوسبورينيّة ثابتة لا تتأثّر بالسيفالوسبوريناز.

مركبات زمرة السيفالرسبورينات واسعة الطيف حيث انها تؤثر على الجراثيم الإيجابية والسالبة الغرام

تبعًا لخصائص السيفالوسبورينات، يمكن أن نصفها بأنّها:

- لدى البكتيريا إيجابية الغرام: هي شبيهة الطيف تأثيرًا مقارنةً بالأوكساسيلين Oxacillin (وإجمالًا بكلّ البينيسيلّينات المقاومة للبينيسيلّيناز)  لكنّ التركيز المتوجّب إعطاؤه هو أعلى بشكل أوضح

- لدى البكتيريا سلبية الغرام: هي شبيهة بالأمبيسيلين Ampicillin ( حيث أن الأمبسلين غير مقاوم للبينيسيليناز) 
 وبعض السيفالوسبورينات تطال علاوةً على ذلك بكتيريات أخرى.

وأيضا تصنف تصنيف آخر بحسب طريقة إعطائها :
يمكن تقسيم السيفالوسبورينات إلى:

- المعطاة عبر الفم: تشبه بعضها بشكل كبير (هي غير ثابتة ضدّ السيفالوسبوريناز)، ويشبه طيفها طيف الأمبيسيلّين، مثال: سيفوروكسيم-أكسيتيل Cefuroxim-axetil

- المعطاة عبر الدم: تستعمل بشكل أساسيّ في المستشفيات وميزتها هو ثباتها تجاه البيتالاكتاماز (باستثناء السيفازولين Cefazolin(
 يمكن استعمالها وتطوير طيفها بإتجاه البكتيريا السالبة  الغرام ولكنّ ذلك يكون على حساب تأثيرها على البكتيريا الموجبة  الغرام.

وتختلف السيفالوسبورينات بجملتها في طيوف تأثيرها المضاد للبكتيريا (مجموعات البكتيريا التي تؤثر عليها) وفي انحلالها في الماء Water Solubility وفي تحملها للحموضة Acid Tolirability وتوفرها الحيوي عن طريق الفم Oral Bioavailability  ونصف عمرها البيولوجي Biological Half-Life وغيرها من الخواص. ولهذا السبب وبسبب عددها الكبير المتنامي صنفت إلى أجيال Generations اعتماداً على فعاليتها المضادة للبكتيريا وزمن اكتشافها، وطبيعة تركيبها.
كانت تصنف سابقا إلى ثلاثة أجيال 
ولكن  ويعرف حالياً أصبح تصنيفها إلى خمسة أجيال بسبب الصادات الحيوية من هذه الزمرة التي يتم تصنيعها حديثا

 الجيل الرابع وهو يضم من أحدث السيفيبيم Cefepime والسيفكليدين Cefclidine.

الجيل الخامس Fifth Generation: وهو الجيل الأحدث للسيفالوسبورينات.
 ويعرف الآن من أفراده اثنان فقط هما السيفتارولين Ceftaroline والسيفتوبيبرول Ceftobiprole.

ويلاحظ في الأجيال الأحدث قدرة متزايدة أكبر على معالجة أمراض نوعية، وقدرة أكبر على التأثير على البكتيريا سالبة الغرام يقابلها غالباً تناقص متزايد في التأثير على البكتيريا موجبة الغرام.

للأطلاع ومعرفة المزيد
سلسلة الصادات الحيوية-الجزء الثامن والأربعون



------------------