ظاهرة تكزز الكالسيوم في الدواجن Calcium Tetany

  • د. تميم الشحنة
  • نشر بتاريخ:15-12-2019
  • قراءات: 1761

قد يبدو الاسم غريياً وغير مألوفاً بالنسبة للكثيرين ممن يعملون في مجال الدواجن ولكن الزملاء الذين يعملون في مجال الأبقار ويعانون من متلازمة البقرة الراقدة بعد الولادة سيفهمون تماماً ما الذي أتحدث عنه  ولكنني تحدثت سابقاً عن علاج هذه الظاهرة قبل أن أعرف ماهيتها بالضبط عند حديثي عن استخدام بيكربونات الكالسيوم في حالات الاجهاد الحراري.
تكزز الكالسيوم هو عبارة عن مرض استقلابي في الدجاج  خاصة امهات دجاج اللحم.
و تشمل العوامل المسببة الإجهاد الحراري مع انخفاض استهلاك العلف واللهاث.
تشمل الأعراض الشلل الذي يحدث نتيجة الاضطراب في زيادة استثارة الخلايا العصبية المرتبط عادة بنقص نسبة الكالسيوم في الدم.
 والموت بسبب فشل الجهاز التنفسي والقلب.
يلاحظ على الدجاج النافق عند تشريحه ازرقاق الجسم واحتقان الرئتين  وايضاً يلاحظ عند انثى الدجاج ظاهرة احتباس البيض أو انحشاره
التشخيص
 يتم ذلك بالاعتماد على العلامات التي تم ذكرها سابقاً  وعدم وجود علامات  هامة  أخرى والاستجابة للعلاج وزوال هذه الحالات عند إعطاء الدجاج كميات اضافية من الكالسيوم.
يجب  التفريق بين هذه الظاهرة وبين البرونشيت  IB 793b  وغيرها من الالتهابات الحادة وغيرها من أسباب الوفاة المفاجئة.
العلاج :
تقديم ما يعادل 5 غرام كالسيوم لكل طائر لمدة ثلاثة ايام متتالية في مياه الشرب  والالتزام بالخلطات العلفية حسب الكاتالوك وعدم إعطاء كميات كبيرة من الكالسيوم دفعة واحدة بل رفعها تدريجياً  حتى نصل لانتاج 5% على الأقل ثم عند وصول هذه النسبة ترفع كمية الكالسيوم
ومن المفيد ايضاً كاتخاذ  وقائي اضافة بيكربونات الصوديوم (الكربولا) للخلطة العلفية صيفاً وسأتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل عند الحديث عن مكونات البيضة.
رأي ونقاش:
كثيراً ما كنت ألاحظ خلال عملي في الإشراف على قطعان الأمهات أن الصوص الذي يأتي من قطيع الجدات والذي سيصبح في ما بعد ديك أو فرخة في قطيع الأمهات أنه وفي الأيام الأولى من التحضين أن نسبة كبيرة جداً من القطيع تجلس على مفصل العرقوب ولا تستطيع الحراك وإن أجبرت على الحركة فانها تتحرك خطوات معدودة ثم تعود للجلوس على مفصل العرقوب ونلاحظ خلال مشيتها أنها غير متوازنة
هذا الكلام لا يعني تماماً أن هذا الأمر هو ظاهرة تكزز الكالسيوم بل قد يكون لأن عظم الصوص الصغير غير كامل الاكتمال بعد ولكننا لا نستطيع أن ننفي هكذا حالات بأنها ليست تكزز كالسيوم وخصوصاً في ظروف رعاية سيئة إذا كانت الحرارة في العنبر عالية جداً مترافقة مع خلل في الترطيب فنلاحظ لهاث الصيصان وقد يكون هذا الأمر مشابه لظاهرة تكزز الكالسيوم
فعلا هكذا حالات كانت تشفى خلال اقل من يومين بعد إعطاء الكالسيوم والفيتامين دال للصيصان.
إضافة بيكربونات الصوديوم (الكربولا) للخلطة العلفية:
 وما لها من دور هام في تخفيف التأثيرات السلبية للهاث عند ارتفاع درجات الحرارة
وأيضاً دورها الكبير في تقليل الآثار السلبية للحرارة العالية على قشرة البيضة
نلاحظ في الجو الحار ان الطيور تلهث بسرعة لتزيد من فقد الحرارة عن طريق الجهاز التنفسي فتفقد بذلك جزء كبير من ثاني اوكسيد الكربون الذي يخرج مع هواء الزفير فتقل بالتالي نسبة الكربونات في الدم وتقل بالتالي امكانية تكوين كربونات الكالسيوم التي تتكون منها قشرة البيضة فتصبح رقيقة فنقوم باضافة بيكربونات الصوديوم (الكربولا) لتعويض النقص الحاصل في نسبة الكربونات في الدم
وفي حالة الحرارة الشديدة قد يقوم الطائر بسحب جزء من الكالسيوم المطلوب لتكوين القشرة من جسمه الى حد معين وخصوصاً في الليل حينما يتوقف عن الاكل
حيث يترسب2غرام من الكالسيوم في قشرة البيضة التي تزن من5_6غرام
ولا ننسى اهمية القشرة القوية نوعاً ما لزيادة نسبة الفقس حيث يسحب منها الجنين داخل البيضة احتياجاته من الكالسيوم لبناء هيكله الغضروفي.
ومن جهة أخرى عملية اللهاث تؤثر على PH الدم حيث ان طرح كمية كبيرة من ثاني اوكسيد الكربون ذو الطبيعة الحامضية يجعل PH الدم ميل للقلوية وإن اضافة بيكربونات الصوديوم تعمل على تصحيح هذا الخلل الحاصل
حيث ان تفاعل بيكربونات الصوديوم حامضي اي وبمعنى آخر تفاعلها يحرر غاز ثاني اوكسيد الكربون
(نلاحظ هذا جيداً عند اضافتها للعجين في المخابز وصناعة المعجنات حيث ان تحرر غازco2يعمل علي انتفاخ العجين).
وذلك حسب المعادلة التالية:
 Na2co3+co2+H2o تفاعل عكوس 2NaHco3                                                
وهذا الأمر يجب التنبيه له من قبل الأطباء و التنبيه لكون بيكربونات الصوديوم ليست مدر بولي سحري كما يعتقد البعض ما تم ذكره سابقاً هو تأثيرها الفيزيولوجي في حال ارتفاع درجات الحرارة والتحذيرمن استعمالها بكميات كبيره بماء الشرب ضار جدا للطيور.
في الحقيقة  ان من بعض اثارها في الجرعات الكبيرة انها تسبب العطش وربما لهذا يقال انها مدر بولي فان كانت تسبب العطش والشرب الزائد للماء فهذا سينعكس لنا وكأنها تزيد ادرار البول انما الواقع ان كمية الماء المستهلكة هي التي ازدادت ولكنها تعمل كمدر بولي أيضاً ولكن ليس لدرجة أن يستخدمها البعض بشكل جنوني في مياه الشرب فبيكربونات الصوديوم وكلوريد الامونيوم ...إلخ جميعها مدرات بولية مبدأ عملها يعتمد على تخريش النسيج الكلوي وتحفيزه لادرار البول وهنا مكمن الخطورة
كما انها تسبب ارتفاع ضغط الدم  وهنا الكارثة
حيث في درجات الحرارة العالية من المرجح ان الطائر يمر ب ثلاثة مراحل أثناء الإجهاد الحراري وهي
stage of alarm  مرحلة التنبيه     
Stage of resistanceمرحلة المقاومة   
Stage of fatigue مرحلة الإجهاد 

والمراحل الثلاثة  يمر بهم الطائر وهي بالترتيب مرحله التنبيه اى يقوم الطائر برفع رأسه عالياً ويفرد أجنحته وجسمه لكى يتخلص من للحرارة وهذه المرحلة تبدأ من 10 صباحا حتى 12 ظهرا ثم مرحله المقاومة وهى تبدأ من 1ظهرا حتى 3 عصراً ويقوم الطائر باللهاث الشديد حتى يتخلص من حرارة جسمه ثم المرحلة الأخيرة التي تبدأ من 4 عصرا حتى 8 مساءً وهى مرحله الاستسلام حيث يحدث انفجار فى الأوعيه الدموية ويكون معدل الهدم أكثر من البناء وعليه يستسلم الطائر ثم يموت .
فكيف إن كنا نزيد ذلك بإعطاء بيكربونات الصوديوم بطريقة مبالغ بها في مياه الشرب والتي تؤدي لارتفاع الضغط فيفضل إعطاؤها في العلف (2كغ/طن ).
ينصح باستخدامها علفياً للاستفادة من دورها في تخفيف حالات الإجهاد الحراري لكن في حالات الإجهاد الحراري قد يخف استهلاك العلف لذلك عمليا نقوم بعمل علف مركز(ويفضل أن يحتوي بيكربونات الصوديوم) ويتم انتاج هذا العلف بناءً على درجة الاستهلاك من العلف يوميا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وهذا يتم في قطعان في التسمين والبياض والأمهات .
مثلا إذا كان معدل استهلاك العلف اليومي هو 100 جم والفرحة لاتأكل أكثر من 80 جم فقط.اذا يجب عمل علف مركز وذلك بزيادة تركيز المقتنيات الغذائية بحدود20% بحيث لو أكل الطائر 80 جم علف يومي فإنه في هذه الحالة سيحافظ على معامل التحويل الغذائي والإنتاج.

------------------