الإجهاد الرطوبي و تأثيره على الإنتاج الزراعي (Moisture stress and its effect on agricultural production)

  • م/ عمرو جابر نعمان العواضي
  • نشر بتاريخ:11-08-2020
  • قراءات: 2268
(تأثير الرطوبة على المحاصيل الزراعية)
يعد الماء العامل المحدد للإنتاج الزراعي في المنطقة العربية ، و قد أثرت ندرته في استغلال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. 
فأمطار المنطقة محصورة في أشهر الشتاء (من تشرين الثاني حتى نهاية نيسان) و ما تبقى من السنة لا تسقط فيه أمطار كافية ، و حتى في الشتاء فإن نسبة الأمطار قليلة بصورة عامة . و على العموم تنخفض تلك النسبة كلما اتجهنا إلى الجنوب و نحو الشرق و أعلى ما تصل إليه نسبة الأمطار عند المرتفعات و قرب السواحل.
وتسقط الأمطار في اليمن في موسمين: الموسم الأول خلال فصل الربيع (مارس - أبريل) ، و الموسم الثاني في الصيف (يوليو - أغسطس) وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع و تتباين كمية الأمطار الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً فأعلى كمية تساقط سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب و تعز و الضالع و يريم حيث تتراوح كمية الأمطار الساقطة هنا ما بين (600-1500) مم سنوياً و تقل كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة و المخا بالرغم من تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي العابرة البحر الأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح الرطبة إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الإرتفاع من 50 مم على الساحل إلى نحو(1000)مم على سفوح الجبال المواجهة إلى البحر الأحمر.
و لا يختلف الأمر في السواحل الجنوبية و الشرقية للبلاد عن السواحل الغربية من حيث كمية الأمطار و التي تبلغ نحو 50 مم سنوياً كما في عدن والفيوش و الكود و الريان و يرجع سبب ذلك إلى عدة عوامل أهمها: 
إن اتجاه حركة الرياح الرطبة تسير بمحاذاة الساحل دون التوغل إلى الداخل ؛ لذا فإن تأثيرها يكون قليل جداً و بالتالي فإن الأمطار الساقطة ليست ذات أهمية إقتصادية تُذكر.
و الملفت أن اليمن لم يسبق و أن شهد أمطارا بهذه الغزارة التي تستمر لعدة أيام أو أن تسقط أمطارا في فصل الشتاء و تشمل معظم محافظات اليمن بما في ذلك المناطق الساحلية و بغزارة شديدة رغم أن تلك المناطق لها فترات طويلة لا يهطل الأمطار في موسمها المعتاد في اليمن.
ويعد هطول الأمطار في اليمن في الشتاء من التغيرات المناخية غير المسبوقة في اليمن ..ما يستدعي إخضاعها للدراسة من قبل الأكاديميين المختصين و الجهات المعنية بالبيئة و تغيرات المناخ.
و رغم أن هناك من يرجع هذه الأمطار إلى ما ذهب إليه خبراء أمريكيون بجامعة " أوهايو" بأن هناك تغيرات مناخية طرأت على اليمن و دول الجزيرة في أعقاب زلزال " تسونامي" الذي وقع بالمحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004 كونه جعل المنطقة تحت تأثير الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي ، و المحملة بالأمطار الغزيرة على غرار ما كانت عليه اليمن قبل حوالي 5000 عام.. 
إلا أن خبراء يمنييون لا ينفون أو يؤكدون هذا الرأي و يجمعون على أن هذا التغير يندرج في إطار هذا التغير المناخي الذي يشهده العالم حاليا.
و سنركز الحديث هنا حول تأتير الرطوبة على الإنتاج الزراعي. 

«-» أشكال الماء في الطبيعة:
- ماء جوي: 
يتمثل بالأمطار و الثلوج و البرد و الضباب و السحاب و الرطوبة الجوية و الندى و يعرف مجموعها بالغلاف الرطوبي (Hydrosphere).
- مياه سطحية: 
تتمثل بمياه المحيطات و البحار و البحيرات و الأنهار و الثلوج و الينابيع.
- مياه جوفية.
- المياه الحيوية التي تدخل في بنية و تركيب الأحياء.

«-» مصادر المياه في اليمن:
١- الأمطار:
إجمالي مياه الأمطار الهاطلة علي اليمن حوالي 68 مليار م3 /سنوياَ.
المتوسط العام السنوي للأمطار الهاطلة في اليمن لا يتعدى 157 ملم /سنويا.

٢- المياه الجوفية:
يقدر إجمالي المياه المخزونة بحوالي 10370 مليار م3 منها 1525 مليون م3 مياه متجددة أي بنسبة 0.02% من إجمالي المياه الجوفية. و في المكلا ( مساحة المحافظة) + رملة السبعين تمتلك مخزون مائي يقدر بـ 10 ألف مليار م3 أي ما نسبته 96.4% من إجمالي المياه الجوفية.

٣- المياه السطحية:
تنقسم اليمن إلى أربعة أحواض رئيسية يتكون كل حوض منها من مجموعة من الوديان و مجاري المياه السطحية الفرعية و تقدر كميتها بــ حوالي 2.5 مليار م مكعب/ سنويا على النحو التالي:
•) حوض البحر الأحمر بمساحة تقدر بـ (33000)كم مربع متوسط هذه الكمية 431ملم و إجمالي التدفق السنوي (741) مليون متر مكعب.
•) حوض الربع الخالي بمساحة تقدر بـ (90900)كم مربع متوسط و إجمالي التدفق السنوي67 مليون متر مكعب.
•) حوض خليج عدن بمساحة تقدر بـ (46680) كم مربع متوسط هذه الكمية 207ملم و إجمالي التدفق السنوي 535 مليون متر مكعب.
•) حوض البحر العربي و ينقسم هذا الحوض الكبير الى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
- وديان رملة السبعين: بمساحة حوالي (45000)كم مربع و متوسط سنوي يقدر بـ 119ملم و بتدفق سنوي يقدر بـ 40 مليون متر مكعب.
- وادي حضرموت/ تفرعات المسيلة: بمساحة حوالي (46075)كم مربع ومتوسط سنوي يقدر بـ 57 ملم وبتدفق سنوي يقدر بـ 18 مليون متر مكعب.
- حوض الغيظة: بمساحة حوالي (115375)كم مربع ومتوسط سنوي يقدر بـ 58 ملم و بتدفق سنوي يقدر بـ 77 مليون متر مكعب.

•)) الموارد المائية غير التقليدية:
• مياه الصرف الصحي المعالجة.
• تحلية مياه البحر.
• يبلغ نصيب الفرد السنوي من المياه 51 متر مكعب لعام 97م.
• بينما الإحتياج السنوي للفرد من المياه 1100 متر مكعب. 
• 45% إجمالي المنازل المستفيدة من الشبكة.
• (30-50)% هي نسبة الفاقد من المياه.
• (920)مليون متر مكعب العجز المائي لعام 2005 (استراتيجية المياه).
• كمية المياه المتجددة 2500 مليون متر مكعب/سنة.
• كمية المياه السطحية 1500 مليون متر مكعب /سنة.
• كمية المياه الجوفية 1000 مليون متر مكعب/سنة.

يبلغ مساحة حوض صنعاء 1200 كم2 إلى 3200 كم2 ، و تبلغ عدد الآبار في هذا الحوض حوالي 5500-6000 بئر.


«-» التصنيف البيولوجي لرطوبة التربة: Biological classification of soil moisture:
يصنف ماء التربة بالنسبة لجاهزيته للنبات إلى ثلاثة أصناف:
١- ماء الجذب الأرضي (Gravitational Water):
هو الماء الزائد و لا يستفيد النبات منه تحت الظروف الإعتيادية ، يمسك هذا الماء بشد أقل من الشد عند السعة الحقلية ، وجوده فترة في التربة قد يكون ضارا لنمو النبات ، بسبب تأثيره على تهوية التربة و درجة حرارتها و جاهزية العناصر الغذائية. 
٢- الماء الجاهز للنبات (الماء المتيسر) (Available Water):
هو الماء الممسوك بين السعة الحقلية و نقطة الذبول و يكون محلول التربة و يكون المصدر الرئيسي للماء المستهلك من قبل النبات. تعتمد كمية الماء الجاهز للنبات في التربة على كل من المساحة السطحية النوعية للتربة و مجموع المسامات البينية للتربة و توزيع أحجام المسامات و هذه الصفات تعتمد على كل من نسجة التربة و تركيبها. غالبية الدراسات أشارت بأن جاهزية الماء تقل كثيرا 
قبل الوصول إلى نقطة الذبول الدائم و يستحسن إضافة الماء إلى التربة عند استنزاف ما يقارب ٥١% من مخزون الماء الجاهز لأجل الحصول على انتاج جيد للمحصول.
٣- الماء غير الجاهز (غير المتيسر) (Unavailable Water):
يشمل هذا الصنف جميع الماء الممسوك بشد أكبر من الشد عند نقطة الذبول الدائم و هو غير متيسر للإمتصاص من قبل النبات. و يدخل في ذلك الماء الهايكروسكوبي و جزء من الماء الشعري.


«-» العوامل المؤثرة على جاهزية الماء للنبات: 
-) ملوحة التربة.
-) عمق المنطقة الجذرية.
-) قابلية التربة على مسك الماء الجاهز (نسبة الطين ، نسبة المادة العضوية ، نسبة المسامات البينية ، نوع المعادن الطينية).


«-» أهمية الماء/ماء التربة للنبات: 
(The importance of water to the plant):
الماء من أكثر المواد شيوعا على سطح الأرض ، فهو يغطي ما يقارب ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية و هو أساس لإستمرار الحياة و نمو جميع الكائنات الحية.. 
إذا الماء هو المحدد لنمو النباتات و هو المسؤول عن نشاط العمليات الكيميائية و الفيزيائية و الحيوية في التربة. 
إضافة إلى أنه يعمل كمذيب تتنقل خلاله المواد الغذائية التي يتطلبها كل من النبات و الكائنات الحية و استمرار النمو و تؤثر كل من كمية الرطوبة و الطاقة التي يمسك بها الماء في التربة تأثيرا كبيرا على خواص التربة الفيزيائية و الكيميائية و الحيويه و على نمو النبات.
تعتمد كمية الرطوبة الممسوكة في التربة و الطاقة التي يمسك بها الماء و حركته في التربة على مجموع مسامات التربة و التوزيع الحجمي و طريقة ترتيب المسامات. 
الري(Irrigation) يشمل إضافة الماء إلى التربة حيث يخزن فيها و يمتص من قبل النبات , إذ يجد منه خلال التربة كماء البزل و إن الغرض من الإداره الجيده للري هو تهيئه كمية كافية من الماء و الهواء في التربة لجعل النبات ينمو جيدا 
الري المفرط (irrigation over) و البزل الرديء (drainge bad) أو كلاهما قد يسببان امتلاء كثير من مسامات التربة بالماء و بذلك يقل النمو بسبب سوء التهوية.
و يؤثر ماء التربة على النباتات في جميع مراحل حياتها و على توزيعها الجغرافي على النطاق الضيق و النطاق الواسع ، حيث يبدأ تأثيره أحيانا في مرحلة مبكرة تسبق مرحلة إنبات البذور. و تقسم النباتات عادة حسب علاقتها المائية إلى نباتات مائية و جفافية و وسطية.

«-» تأثير الاجهاد الرطوبي على العمليات الفسيولوجية للنبات:
يؤثر الاجهاد الرطوبي على العديد من العمليات الفسيولوجية الهامة بالنبات مثل التمثيل الضوئى ، و التنفس ، انتقال المواد الغذائية و انتقال نواتج عملية التمثيل الضوئي ، قفل و فتح الثغور.

•)) تأثير الإجهاد الرطوبي على عملية التمثيل الضوئى:
يؤدى الإجهاد الرطوبي إلى نقص معدل التمثيل الضوئي و يبدأ من الإنخفاض التدريج في الرطوبة للتربة من السعة الحقلية و حتى ظهور الذبول على النباتات (الذبول المستديم) و ذبول الأوراق ذبولاً واضحاً ينخفض معه التمثيل الضوئي. و يرجع النقص إلى نقص مساحة الأوراق ، قفل الثغور ، نقص كفاءة تثبيت ثاني أكسيد الكربون وفق ما ورد في مجلة حصاد.
•)) تأثير الإجهاد الرطوبي على عملية التنفس الظلامي:
يقل معدل التنفس الظلامي بزيادة الإجهاد الرطوبي و ذلك في كثير من نباتات محاصيل الحقل و على العكس من ذلك فقد وجد في بعض الأشجار أنه تحدث زيادة في معدل التنفس بزيادة الإجهاد الرطوبي.
•)) تأثير الإجهاد الرطوبي على انتقال نواتج عملية التمثيل الضوئي :
معدل انتقال نواتج عملية التمثيل الضوئي من الورقة الى أجزاء النبات المختلفة يقل تحت الإجهاد الرطوبي. و بوجه عام تعتبر عملية انتقال المواد الغذائية بالنبات اكثر مقاومة لنقص الماء بالورقة عن عملية التمثيل الضوئي في محاصيل الحقل.
•)) تأثير الإجهاد الرطوبي على العمليات البيوكيميائية:
تمثيل البروتينات: النباتات المعرضة للإجهاد الرطوبى يحدث بها عدم انتظام تمثيل البروتين ، و من المعروف أنه توجد علاقة وثيقة بين تمثيل البروتين و محتوى الحمض النووي (RNA)
كما يؤدي الإجهاد إلى تحلل البروتين. و قد يؤدي ذلك إلى تجميع بعض النواتج السامة مثل الأمونيا. و يؤدي الإجهاد الرطوبي إلى زياة تركيز الأحماض الأمينية الحرة و الأميدات بالنبات.
•)) تأثير الإجهاد الرطوبي على امتصاص العناصر الغذائية:
يؤدي الإجهاد الرطوبي إلى نقص امتصاص العناصر الغذائية ، و أحد العلامات المبكرة لتأثير الإجهاد الرطوبي هو انتقال النيتروجين و الفوسفور من الأوراق المسنة إلى السيقان و الأنسجة المريستيمية. 
و يرجع نقص امتصاص العناصر الغذائية في النباتات المعرضة للإجهاد الرطوبي إلى : 
(1) نقص حركة العناصر الغذائية في الارض الجافة.
(2) نقص نفاذية الجذور للماء.
(3) نقص امتداد و انتشار الجذور.


«-» التأثيرات العامة للتقلبات المائية في النبات:
•) إن المتطلبات المائية الدائمة و المستمرة للماء من قبل النباتات تختلف كثيرا حسب نوع النباتات و نوع البيئة التي ينمو فيها النبات ، فهناك نباتات حساسة لنقص الماء و أخرى شرهة للماء و ثالثة متوسطة في إحتياجاتها المائية.
زيادة كمية الماء في المحاصيل غير المحبة للماء كثيرا تسبب أعراض مرضية ، و إضافة الماء للنباتات في الوقت غير المناسب لها فسيولوجيا يسبب حدوث أعراضا مرضية.
•) تتأثر سلامة النباتات بكمية الرطوبة التي يتزود بها النبات سواء عن طريق التربة أو عن طريق الجو. و الكمية الضرورية لنمو و تكشف النبات (الوضع العادي) تتأثر بواسطة عوامل بيئية مختلفة مثل الحرارة و الرياخ و أشعة الشمس و الصفات الفيزيائية و الكيميائية للتربة.


«-» تأثير الرطوبة المرتفعة على النباتات The effect of high humidity on plants:
-» تساقط الأمطار بصورة فجائية بكميات بمدة زمنية قصيرة يسبب ضررا فيها أو موتها أحيانا عندما تزداد كمياتها.
-» النباتات النامية في المناطق ذات الرطوبة الجوية المرتفعة تكون أكثر إصابة بالآفات مثل حشرة البق الدقيقي في الرمان و التين.
-» تشجع الرطوبة المرتفعة على إصابة النباتات بكثير من الأمراض الفطرية و البكتيرية و خاصة أمراض العفن و اللفحات.
-» قد تغسل الأمطار مواد الرش المستخدمة لمكافحة الآفات ، و تحدث تلف ميكانيكي للأزهار و حبوب اللقاح فتقلل من التلقيح ، و تعيق نشاط الحشرات الملقحة كالنحل.
-» ترتبط المستويات المرتفعة من الرطوبة الأرضية عادة بزيادة شدة الإصابة بالأمراض ؛ حيث تتوفر في مثل هذه الظروف أغشية من الرطوبة حول حبيبات التربة يمكن أن تتحرك فيها الجراثيم. كما أن التربة الغدقة تؤدي إلى إضعاف المجموع الجذري مما يؤدي إلى سهولة إصابته بالأمراض . و بالمقارنة فإن بعض الأمراض يناسبها جفاف التربة.
-» وجد أن زيادة الرطوبة الأرضية تؤدي إلى زيادة شدة الإصابة بفطر (Phytophthora capsici) المسبب لمرض عفن الجذر و التاج الفيتوفثوري في الفلفل ، عفن جذور و ثمار القرعيات.
-» زادت إصابة الفاصوليا بالعفن الأبيض (Sclerotinia sclerutinum) بزيادة معدلات الري بالغمر.
-» للرطوبة النسبية و الري بالرش دور مهم ، حيث تنتشر عديد من المسببات المرضية عن طريق الري بالرش ، إما من خلال إنتشار المسبب المرضي من على الأجزاء النباتية المصابة ، أو من خلال إنتقاله مع التربة التي تتأثر بفعل مياه الري ، و من هذه الأمراض: تبقع الأوراق الزاوي في الخيار ، اللفحة الهالية و اللفحة البكتيرية و العفن الرمادية في الفاصوليا ، اللفحة البكتيرية في الفراولة ، الإنثراكنوز و اللفحة البكتيرية و النقط البكتيرية و تبقع الأوراق الرمادي في الطماطم ، اللفحة المتأخرة في البطاطس ، اللفحة المبكرة و العفن الأسود البكتيري و تدرن الجذور في الصليبيات ، العفن الرمادي و البياض الزغبي في العنب ، و البياض الزغبي في الخس.
-» يزداد معدل الإصابة بأمراض النموات الخضرية عادة عند الري بالرش بسبب زيادة طول فترة إبتلال النباتات و زيادة الرطوبة النسبية في محيط النموات الخضرية و زيادة معدل إنتثار الفطر برذاذ ماء الرش. هذا و تقل الإصابة بمرض اللفحة المتأخرة على البطاطس عند الري بعد الظهر أو في المساء عما لو أجري الري صباحا ، و ربما يرجع ذلك إلى أن الجراثيم الإسبورانجية التي تنتج في الصباح تموت بفعل الحرارة العالية بعد الظهر.
-» يؤدي زيادة الرطوبة الأرضية إلى حدوث أمراض نباتية فسيولوجية ، مثل: تصمغ الحلويات ، شلل الموالح.
-» في مزارع العنب يؤدي الغمر بالماء لفترة طويلة بعد بداية موسم النمو إلى قتل الجذور بسبب حرمانها من الأكسجين في التربة. و يسبب ذلك توقف النمو و ظهور أعراض العطش. كما يؤدي زيادة الإمداد المائي إلى زيادة نسبة نمو الأفرخ و إمتداد موسم النمو الخضري. و عادة يكون نضج الخشب سيئا على الأفرخ ذات النمو الزائد عن المطلوب ، و يؤدي ذلك إلى أضرار شديدة بسبب البرودة في الخريف و بداية الشتاء.
-» يؤدي زيادة الرطوبة الأرضية إلى حدوث الجفاف الفسيولوجي نتيجة طرد الهواء من محيط الجذور و بالتالي ذبول النباتات رغم وجود الماء (الإختناق) ، الجذور تميل إلى السطحية لفقدان الهواء في الطبقة التحتية للتربة و تصبح الجذور بؤرة مناسبة لنمو و انتشار طفيليات التعفن و الكائنات الدقيقة اللاهوائية التي تنتج مواد سامة للنبات مثل النترايت المؤدي لفقدان الجذور لخاصية النفاذية الإختيارية ، غسل التربة من خلال الجريان السطحي أو الترشيح إلى الطبقات السفلى من التربة ، زيادة كمية الماء في الأنسجة النباتية و غضاضتها و ليونتها مما يسبب عدم إنتصابها و سرعة إختراقها من قبل المسببات المرضية ، إصفرار الأوراق مع إحتفاظها بالعصارية و الحجم الطبيعي و ظهور حالة الإستسقاء عليها.
-» من الأمراض الناتجة عن الإضطرابات المائية ما يلي:
مرض النقرة المرة في ثمار التفاح ، تشقق الثمار في الطماطم و الرمان و درنات البطاطس و غيرها ، جفاف أشجار الغابات ، اللفحة الخريفية في الحمضيات ، الغلاف الرمادي على ثمار الطماطم ، ظاهرة الإستسقاء ، عفن الطرف الزهري في الطماطم ، القلب الأجوف في درنات البطاطس ، البقعة الجافة في التفاح و البرقوق ، مرض الفلين في التفاح ، الطرف الأسود في الكمثرى ، التبقع الداخلي البني لدرنات البطاطس ، السنبلة المستقيمة في الأرز ، البقعة البيضاء في البرسيم الخجازي ، القلب الأسود في الكرفس ، ذبول القمة في الكتان ، التخلل الداخلي في الليمون (الأندوكسيروزز) ، إحمرار أوراق القطن ، القمة المشوهة في القطن ، تجويف ثمار الطماطم ، جدري ثمار الطماطم ، البقعة المائية في برتقال أبو سرة.
-» يؤدي زيادة الماء في التربة عن حاجة النبات إلى زيادة في حجم الخلايا و زيادة طول السلاميات و زيادة محتوى الخلية من الماء مما يسبب إنفجارها فتتشقق الثمار و بالتالي تفقد قيمتها و تسوء نوعيتها.
-» من الأضرار الناتجة عن زيادة الرطوبة في الهواء و النبات:
النباتات عصيرية ، الجذور ضعيفة التفرع ، النباتات حساسة للإصابة بالأمراض الطفيلية ، الرطوبة الأرضية تسبب إعاقة تنفس الجذور مما يهئ لتعفن الجذور و قاعدة الساق و انخفاض معدل النمو و تقزم النبات ، تشقق الثمار.
-» نقص حاد في الإنتاج.
-» حدوث لفحة للوريقات النباتية أو أجزاء منها حيث تبدو ذات لون بني أو أصفر داكن.
-» تساقط الأوراق و الأزهار و الثمار و حدوث مرض القلب الأجوف في درنات البطاطس.
-» يتأخر نضج الثمار عند زيادة الرطوبة.


«-» تأثير الرطوبة المنخفضة على النباتات: The effect of low humidity on plants:
» يؤدي نقص الرطوبة إلى حدوث الظمأ/العطش/الجفاف و نقص كمية الغذاء المخزن في النبات و بالتالي صغر حجم الجذور و الدرنات و الأبصال و الحبوب و الثمار و حدوث تبقعات و تشوهات في الثمار و تتجعد و تساقطها قبل نضجها و موت النباتات العشبية و نباتات المشاتل أو توقف نموها و ذبول النبات و إصفرار الأوراق و صغر حجمها و إلتواؤها.
» زيادة نسبة المواد الصلبة في الخلايا.
» اتجاه النبات لإستبدال المواد السكرية و الذائبة بالنشأ و السيللوز و الخشب.
» تأخر نمو النبات و النضج قبل الأوان و حدوث ظاهرة الإزهار المبكر.
» تساقط الأوراق و الثمار و الازهار مبكرا.
» زيادة حساسية الأشجار للإصابة بالحفارات و أيضا النمل الأبيض/الأرضة.
» من الأمراض الناتجة عن نقص الرطوبة بالإضافة إلى الذبول الذي يصيب جميع النباتات الأمراض التالية:
مرض الإنحناء الداخلي على الحمضيات ، النهاية البيضاء على النجيليات ، اللفحة الطرفية للأوراق ، جفاف أوراق الأشجار ، تشقق حبوب الذرة و النضج المبكر للنجيليات و الإحتراق الجزئي أو الكلي للأوراق بعد جفافها في النجيليات.
» إنخفاض نسبة إنبات البذور و ظهور أعراض نقص العناصر.


«-» التوصيات (Recommendations):
أولا: تجنب العطش:
-)) زراعة أصناف نباتية متحملة للجفاف.
-)) تقسية الشتلات قبل زراعتها في المكان المستديم.
-)) التغطية أو التظليل ، و من أهم صورها:
• تغطية التربة للحد من التبخر. و مثال ذلك تغطية التربة بالملش عند زراعة الخضروات.
• الإستفادة من التقنيات الزراعية التي أتبعها المزارع اليمني مثل زراعة أشجار البن/القهوة أسفل أشجار الطنب التي توفر جو نصف مظلل كما في مناطق زراعة البن في إب و بعض المناطق الأخرى كالرجم في المحويت و الحيمة الداخلية في صنعاء. و زراعة البن في الجهات الغربية من السلاسل الجبلية حيث لا تصلها أشعة الشمس المباشرة إلا خلال ساعات محدودة من النهار.
• زراعة خطوط من الذرة الشامية في مزارع الطماطم للتقليل من تأثير الحرارة المرتفعة و حدوث العطش كما في بعض المناطق اليمنية الساحلية حيث تزرع الطماطم في الصيف.
• إنتاج الشتلات في مشاتل مغطاة.
• وجد من خلال الزيارات الحقلية لمناطق زراعة الطماطم في بيت مفتاح/الحيمة الخارجية/صنعاء أن نباتات الطماطم تزرع في مصاطب مرتفعة و تتفرع فوق المشايات على أعواد جافة لتصبح التربة مظللة و النباتات لا تلامس الماء و هذا يحافظ على رطوبة التربة و الهواء حول النباتات.
• في الحيمة الخارجية/صنعاء تزرع بذور الفلفل (البيبار و البسباس) في أحواض صغيرة تسمى كبائس محمية من التعرض لأشعة الشمس المباشرة و تروى و تغطى بشوالات.
-)) بينت نتائج العديد من الدراسات أن لعنصر السيليكون (Si) تأثير إيجابي على النباتات النامية في ظروف الإجهاد المائي أو الملحي أو كليهما و ذلك في العديد من النباتات. و من هنا نشير إلى أهمية التسميد ب ألترا ماكس سيليكا و سيليكا تابس أو بابل.
-)) الإهتمام بإستخدام بعض الأسمدة كأمينو بلس - دايموند - فيداجرو - فيجتامين - مستخلصات الطحالب البحرية. 
-)) الإهتمام بإستخدام الأسمدة العضوية كالدبال و الكمبوست أو فيداجرو.
-)) تقليل تأثير الرياح الجافة و الحارة في فقد الرطوبة ، و ذلك عن طريق:
- إنشاء مصدات الرياح حول المزارع كما في مزارع المانجو في تهامة.
- ري الأشجار ثم تغطية أحواض الري بوضع تربة جافة عليها عقب الري مباشرة و هذا ما يتبعه كثير من المزارعين اليمنيين في مناطق المدرجات الجبلية مثل إب ؛ نظرا لشحة المياه في فصل الشتاء.
-)) الإستفادة من تقنيات الري الحديثة في المناطق شحيحة المياه كالري بالتنقيط.
-)) في الأيام الحارة من الصيف يتجنب كثير من مزارعي الفاكهة في محافظة صعدة إزالة الأعشاب النامية أسفل الأشجار و خاصة الرمان بهدف الحفاظ على رطوبة مناسبة و تلطيف الجو و هذا يقي من حدوث تشقق ثمار الرمان.

ثانيا: تجنب الإضطرابات المائية:
-)) الري بالوقت المناسب و بالكمية المناسبة و على فترات مناسبة.
-)) تجنب الري الغزير عقب الجفاف/العطش الشديد.
-)) يفيد سيليكا تابس و الترا ماكس سيليكا في تقليل الإجهادات المائية لأن السيليكون ينظم عملية النتح من خلال التحكم في فتح و غلق الثغور و يحافظ على الرطوبة.
-)) رش الأسمدة التي تزيد من نسبة الزيوت في النبات أو ذات اللزوجة.
-)) الري المنتظم.

ثالثا: تجنب الرطوبة المرتفعة الزائدة عن حاجة النبات:
-)) تصريف مياه الأمطار و الإستفادة منها في غسيل الأملاح.
-)) استخدام سيليكا تابس. 
-)) تجنب زراعة بعض المحاصيل في الأراضي ذات مستوى ماء أرضي مرتفع و إستعمال أصول ذات مجموع جذري سطحي كالماريانا.
-)) شق المصارف لتحسين الصرف.
-)) حماية المزارع من السيول الجارفة.
-)) استشارة المختصين.
مقالات ذات علاقة
------------------