الحياة البرية والتنوع الحيوي في اليمن

  • م / صلاح المشرقي مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي
  • نشر بتاريخ:07-01-2021
  • قراءات: 1212


في البداية أحب أن أذكر  بقصة الطائر الذي تسبب فى وفاة 15 مليون شخص.
في عام 1958 أمر الزعيم الصيني شعبه بقتل جميع أنواع "طيور الدوري" .. لأنها تأكل المحاصيل وتقلل من الإنتاج الزراعي !
وبالفعل بدأ الفلاحون يقتلون عشرات الآلاف من طيور الدوري .. وكان كل من يقتل أكبر عدد يتلقى جوائز ومكافآت ويعامل معاملة الأبطال الوطنيين !
لكن انتشر لاحقًا الجراد الذي كانت تأكله طيور الدوري بشكل مأساوي في جميع أنحاء البلاد .. قاضيًا على المحاصيل .. فكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية لمجاعة الصين الكبرى عام 1961 .. والتي تسببت بوفاة خمسة عشر مليون إنسان بالجوع !
وقد تتجاهل بأن قتل حيوان بري واحد كان يدفع عنك الكثير من الشرور العظيمة وأنت لا تعلم !!
فسبحان من خلق هذا الكون بتوازن يذهل العقول

إن للتنوّع الحيوي والحياة البرية أهمية كبيرة في العديد من الجوانب، وعدم وجوده قد يُنذر بحدوث الخطر. وتبرز أهمية التنوّع الحيوي في الجانب الاقتصادي: والاجتماعي والجانب الجمالي والأخلاقي والجانب الصحي وغيرها من المجالات.
كما أن التنوع الحيوي والحياة البرية تساهم في الحفاظ على الأراضي اليمنية والتي تمتلك تنوع كبير في المحاصيل الغذائية الرعوية والاقتصادية والحيوانية والمصادر الوراثية المحلية ذات القيمة العالية التي تتعرض للخطر والاندثار بما فيها من جينات وراثية لصفات تساهم بشكل كبير في إيجاد أصناف محسنة تتمكن من التأقلم مع التغيرات المناخية بالإضافة الى ما توارثه المزارعون اليمنيون من مهارات ومعارف تقليدية هي أيضاً عرضة للتدهور والاندثار، وبدأت علامات التدهور تتكشف يوم بعد يوم وينتج عنها تأثيرات عكسية.
 
وما قام به البعض من أبناء محافظة شبوة في المساس بالحياة البرية والتنوع الحيوي قد أدمى العين وأدمع القلب فهذه الحيوانات البرية التي تم اصطيادها وقتلها بهذه الوحشية ما هو إلا تذير شؤم على قدوم كارثة حقيقية تهدد بيئتنا وتنوعها الحيوي وحياتها البرية التي نزخر بها منذ القدم

ملاحظة : الصور أدناه توضح أنه تم قتل أنواع نادرة من الغزلان والضباء والنمور  وهي مأخوذة من صفحة الأستاذة هبة العبسي
------------------