لقاحات فيروس النيوكاسل

  • بقلم الدكتور : تركي سراقبي
  • نشر بتاريخ:23-04-2022
  • قراءات: 1273
إن لقاحات مرض النيوكاسل الحية والمعطلة تتشكل من عترات فيروس النيوكاسل منخفض الضراوة (low virulence) مثل هتشنر بي1، لاسوتا، وحديثاً عترات ألستر (Ulster) و في جي/جي آي (VG/GA) هي الأكثر شيوعاً في اللقاحات المستخدمة . 

وفي بعض البلدان، التي يستوطن فيها فيروس النيوكاسل الضاري، مازال يوجد فيها لقاحات فيروس النيوكاسل متوسط الضراوة حي والذي يجب إخبار منظمة الصحة البيطرية العالمية عنه.
لقد بدأ إستخدام لقاح (بي1) و(لاسوتا) منذ عام (1940 م)، وإستمر إستخدامها حول العالم حتى اليوم. والعترات الأكثر حداثة مثل (ألستر)، (كيو في4)، و (في جي/جي آي) أيضاً شاع إستخدامها. إن (كيو في 4) وتدعى أيضاً (في 4) و العترة (آي-2) لها قدرة على تحمل ومقاومة الحرارة، غالباً ما تستخدم في المناطق التي لا يتوفر فيها أجهزة تبريد حقيقية.

وتستخدم لقاحات النيوكاسل الحية في التلقيح الجماعي مثل ماء الشرب، الرش، أو الهوائي والتي تحتاج عمالة وجهداً أقل من اللقاحات المعطلة التي تعطى بشكل فردي.
ولسوء الحظ،  من الصعوبة بمكان أن التلقيح الجماعي باللقاحات الحية أن ينتج أضداد حامية بمعدلات مرتفعة في طيور القطيع.
والتقطير في العين يمنح أفضل إستجابة (93 %)، بينما التلقيح بالرش أو في ماء الشرب قد يُنتج أضداد حامية فقط بمدل (53 – 60 %) من الطيور. كما أن الماء المستهلك من كل طير قد يعطل اللقاح عندما تكون حرارته مرتفعة وبه شوائب كثيرة مما يسبب مشكلة. إن إضافة حليب جاف (بودرة) خالي الدسم أو مواد مصنعة خاصة لهذا الغرض، للماء قد يزيد من ثبات فيروس اللقاح في الماء المستخدم.

في حالة الرش أو الهواء، يكون الحجم الصحيح المناسب حرجاً في التأكد من حدوث إستجابة مناعية مناسبة. فإذا كانت الجزيئات صغيرة جداً قد يتطور تفاعل لقاحي على شكل مرض تنفسي لأن الفيروس يصل ويترسب في عمق الرئتين، وإذا كانت كبيرة جداً، ممكن أن تكون الإستجابة المناعية أقل من الفضلى لأن قطرات الفيروس الخاجة من الهواء وقبل وصولها للطيور قد تصبح معدية.
في الكتاكيت حديثة الفقس وفي يومها الأول تملك مناعة (أضداد) أمية، يعطي الرش الهوائي للقاح إستجابة مناعية أفضل من ماء الشرب.

إن فيروسات بعض اللقاحات الحية تملك قوة أكثر من (0.7) في إختبار الحقن الدماغي تحقن في العضل أو وخذها في الجناح لإنقاص شدة المرض التنفسي الناتجة من اللقاح.
وبينما تكون اللقاحات الحية غير غالية أو مرفعة السعر نسبياً، سهلة التطبيق، وتمنح مناعة مخاطية، هناك بعض المساويء من إستخدامها.  إن قيمة التلقيح قد تتغير قليلاً تبعاً لكل حالة، ومناعة القطيع قد تصل فقط إذا وصل معدل الأضداد المثبطة لتلزن الدم (إتش آي) أعلى من (85 %).

في القطعان البلدية، يوجد خطر بعد إعطاء اللقاح الحي الإبتدائي، يُطرح فيروس اللقاح من الطيور المحصنة الى رفاقهم في القطيع، ويمتد الوقت حتى يدور الفيروس الحي في القطيع. إن هذا سيقود الى رؤية تفاعلات اللقاح كمرض تنفسي، خصوصاً إذا وجدت عدوى ثانوية أو إرتفاع معدلات الأمونيا.بالإضافة الى أنه في هكذا قطعان يحدث بعض النقص في زيادة الوزن المكافئة للعلف قد يحدث في مراحل متقدمة من نمو الفراريج. لذلك، يُنصح توقيت التلقيح الأول في العمر الذي تختفي فيه المناعة الأمية في القطيع.
والأكثر أهمية هو حفظ اللقاحات الحية والمعطلة في الثلاجة على درجة حرارة (2 – 8 م).

المناعة الأمية : 
قد تتداخل المناعة الأمية مع تكاثر فيروس اللقاح، وهذا قد يسبب مشكلة في البلدان التي تطبق بروتوكولات لقاح قوية للأمات، والتي ستنتج لاحقاً كتاكيت ذات معدلات أضداد أمية مرتفعة. وخصوصاً في البلدن التي يستوطن فيها المرض، تحتاج الطيور البيتية الى أن تحصن بشكل جيد كي تستطيع العيش بعد تعرضها لفيروس مرض النيوكاسل الضاري الذي تتعرض له في البيئة.
إن الطيور البيتية المحصنة بشكل دون الحد المفضل، قد تحصل على عدوى دون إكلينيكية تشارك دوران الفيروس الضاري غير الملاحظ.
وبرغم هذا، مازالت لقاحات النيوكاسل الحية شائعة الأستعمال في حماية الدجاج ضد المرض الإكلينيكي،  بسبب سهولة إستخدامها، إنخفاض ثمنها النسبي، ومستوى المناعة التي تنتجها خصوصاً في الطيور اليافعة.

اللقاحات المعطلة : 
إن مستحلبات الزيت مع الأنتجين المعطل هي النوع الأكثر شيوعاً من اللقاحات المعطلة. ويستخدم كل من الفورمالين، بيتا-بروبيولاكتون )،   beta‐Propiolactone (BPL)) وبيناري إثيتينيمين (binary ethylenimine (BEI)) في تعطيل فيروس النيوكاسل. وحيث كان مركب (بي إي آي) غير معروف التأثير على قوة تلزن الدم للفيروس بعد تعطيله به، وجد أنه والفورمالين ينقصون معدلات التلزن بعد التعطيل. وتستخدم نفس العترات المستخدمة في اللقاحات الحية في المعطلة.
إن اللقاحات المعطلة أعلى ثمناً من الحية في إنتاجها وتحتاج عمالة أكثر في إعطائها لإنها تعطى حقناً في العضل أو تحت الجلد، عادة للدجاج البياض والأمات.
إن المناعة الناتجة عن اللقاحات المعطلة أقل تأثراً بالأضداد الأمية من اللقاحات الحية. وهي تنتج معدلات عالية من الأضداد المتعادلة (neutralizing antibody). وغالباً ما تركب مع ممرضات طيرية أخرى وتستلم كمنتج متعدد الأنواع (ثنائي، ثلاثي، رباعي، خماسي) لإنقاص تكاليف الإستعمال.
ويجب الإنتباه والحذر في الإستخدام لتجنب الحقن العرضي للقائم بالتلقيح عندما يعمل بلقاحات زيتية لأنها تسبب إستجابة إلتهابية شديدة في البشر.

اللقاحات الناقلة (vector vaccines) :
إن تقنيات الإئتلاف والتركيب سمحت للإنتاج التجاري لإئتلاف وتركيب فيرس الجدري (fowl pox) أو النوع السيرولوجي الثالث من فيروس مرض ماريك (Marek’s disease virus serotype‐3)، أيضاً عُينّت مثل فيروس قوباء التركي (HVT) كلقاحات مؤتلفة أو ناقلة حية (live‐vector vaccines) للبروتين السكري المندمج (fusion glycoprotein) لفيروس النيوكاسل.
إن هذه اللقاحات يمكن إعطائها في معمل التفريخ (المفقس) في البيض أو الكتاكيت بعد الفقس مباشرة، ليس لها أي رد فعل تنفسي ويمكن تطبيقها بوجود المناعة الأمية. ويجب إعادة تشكيلها مباشرة كما أشار المصنّع. لكنها تحتاج الى وقت طويل (نموذجياً، 3 – 4 أسابيع) حتى تحقق مناعة فاعلة.
واللقاحات التجريبة الأخرى مثل (فايروسومز (virosomes)، جزيئات مشابهة للفيروس (virus‐like particles)، مركبات حاثة للمناعة (immune stimulating complexes [ISCOMS])، ومغروسات أنتيجين فيروس النيوكاسل المنقولة (NDV antigen expression in transgenic plants) تبين أنها تمنح مناعة فعالة ضد مرض النيوكاسل. 

ومع أن جميع فيروسات نظيرة المخاطية النوع الأول (APMV‐1)تقع ضمن نوع سيرولوجي واحد، فإن هناك مناقشات كثيرة منذ عام (2007 م) تهتم بإستخدام عترات فيروس النيوكاسل المهندسة المؤتلفة وراثياً (rNDV) والتي تحتوي البروتينات السكرية لعترات روس النيوكاسل الدوارة أو البروتينات السكرية المضعفة المغروسة في الجزء الأهم (العمود الفقري) للعترات اللقاحية شائعة الإستخدام مثل اللاسوتا. وأكثر من ذلك، تبنى فيروست النيوكاسل المهندسة وراثياً أكثر نظامية وروتينية هذه الأيام. 
والمهم، أن هذه اللقاحات لم تثبت حماية من إنتشار المرض ونفوقه مالم يحدث تحديات بعد التلقيح أو إعطاء جرعات من اللقاح أقل من الطبيعي.
وعلى كلٍ، يوجد دليل على أن مقدار الفيروس الضاري المطروح من الطيور الملقحة قد ينقص وأن هناك بعض الإنحسار في الخسائر في إنتاج البيض.
ورأى أخرون أن طرق التلقيح الجماعية دون الفضلى غيرالإختلافات الأنتيجينية هي السبب المقرر لفشل اللقاح.
------------------