دليل الامراض المشتركة - الجزﺀ الأول

  • الدكتور رشيد ألمرشدي
  • نشر بتاريخ:14-10-2018
  • قراءات: 3003
دليل الأمراض المشتركة 
الجزء الأول

الصحة العامة
تعريف الصحة العامة: 
هي حالة من الصحة الجسمانية ,النفسية والمجتمعية , ولا تعني فقط الخلو من الأمراض والإعاقات (بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية).
أوهي علم وفن الوقاية من المرض، وإطالة الحياة، وتعزيز الصحة من خلال جهود المجتمع المنظم. وتشمل الصرف الصحي, المرافق الصحية، ومكافحة الأمراض المعدية، والتثقيف الصحي، والتشخيص المبكر والعلاج الوقائي، ومعايير معيشية ملائمة. وهذا يتطلب فهم ليس فقط لعلم الأوبئة والتغذية وطرق القضاء على الأوبئة, ولكن يحتاج أيضا لفهم العلوم الإجتماعية.
هذا الفرع من الطب يتعدى مفهوم الطب التقليدي والذي يعتمد على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى, إلى كسر سلسلة المرض قبل وصولها إلى الكائنات الحية بالقضاء على المسبب والبؤر المرضية , وأيضا برفع وعي المجتمع الصحي تجاه المسببات, طرق الوقاية وطرق التبليغ عن الحالات .
مفهوم الصحة المجتمعية:
 تعني الصحة على مستوى كل من يحيط بالفرد. وذلك لأن صحة الفرد بأبعادها المذكورة أعلاه تتأثر بصحة المجتمع المحيط به. فمثلاً كيف نكون أصحاء في منطقة تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية الصحية والحياتية. ترتبط وتتأثر هذه الأبعاد ببعضها البعض. وأي مؤثر على واحد منها يؤدي إلى تأثرها جميعاً. إن مفهوم الصحة يرتبط بالوضع الإجتماعي والثقافي والإقتصادي للأشخاص اللذين يعيشون في وضع إقتصادي سيء

أهداف الصحة العامة:
• التعزيز الصحي
• الوقاية من الأمراض
• إطالة الحياة
• إعادة التأهيل

المشاكل التي تواجه الصحة العامة:
تختلف هذه المشاكل بحسب موقع كل بلد وإختلاف تركيبته الجغرافية, المناخية والمجتمعية.
تختلف أولويات كل بلد بحسب خصوصيته , وبحسب نتائج المؤشرات الصحية.
ومن أمثلة هذه المؤشرات في اليمن إرتفاع معدل وفيات الرضّع, معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة , معدل وفيات الأمهات, معدل الخصوبة ,....الخ

الأمراض المشتركة
تعريف الأمراض المشتركة :
عرفت منظمة الصحة العالمية الأمراض المشتركة على أنها الأمراض والعدوى (الإخماج) التي تنتقل بشكل طبيعي بين الحيوانات الفقارية والإنسان ويشمل التعريف الواسع على الأمراض التي تنشأ نتيجة عوامل غير معدية مثل نفايات المكورات العنقودية الذهبية وسموم الأفاعي والعقارب.
طرق إنتقال  الأمراض المشتركة :
 تتلخص طرق إنتقال الأمراض المشتركة إلى الإنسان على النحو التالي :
1- الملامسة :
تعد من طرق إنتقال العدوى سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة  مع الحيوانات المريضة أو منتجاتها أومخلفاتها أومفرزاتها . 
2- الإستنشاق :
عن طريق إستنشاق الغبار الملوث بالمسببات المرضية مثل عصيات السل.
3- الإبتلاع :
وذلك بإبتلاع الإنسان الأغذية والمياه الملوثة بالمسببات المرضية .  
4- العدوى المحمولة بالحشرات :
 تنتقل العدوى عن طريق لدغ الحشرات أو القراد للإنسان .  وقد يتكاثر الكائن الحي المعدي في الغدد اللعابية للحشرة ثم ينتقل مع اللعاب خلال عملية اللدغ وإذا لم يتكاثر العامل المسبب في الحشرة فأنه ينتقل ألياً بواسطة ممص الحشرة.
5-العدوى عن طريق الجروح :
في هذه الحالة تدخل العوامل المسببة للمرض إلى أنسجة الجسم العائل بالطرق التالية:
• عض الحيوانات مثل داء الكَلَب وحمى عضة الجرذ
• تلوث الجروح بالأتربة الملوثة بالجراثيم المسببة للمرض مثل الكزاز 
أخطار الأمراض المشتركة :
تسبب الأمراض المشتركة عند ظهورها في مجتمع ما مخاطر إنسانية واجتماعية وإقتصادية:
1- الكوارث الإنسانية :
لو عدنا بذاكرتنا إلى  التاريخ الماضي ، وبالتحديد إلى العام 1918م سنجد أن وباء الأنفلونزا التي مصدرها الطيور قتل مايقرب من 30مليون إنسان. ومرض حمى الوادي المتصدع الذي ظهر في مصر وأفريقيا عام 1917م قتل مايقرب من 18ألف شخص، ومرض داء الكَلَب يقتل 55ألف شخص سنوياً على مستوى العالم ومرض البروسيلات يصيب 500ألف نسمه منهم 20% في الجزيرة العربية . 
2- المخاطر الإجتماعية :
عندما تصيب الأمراض المشتركة الإنسان فإن بعض هذه الأمراض تؤدي إلى ظهور بعض الحالات المرضية التي يطول أو يصعب علاجها مثل الإصابة الجلدية باللشمانيا (حبة حلب) والتي تؤدي إلى تشوهات جسدية للمصاب ومن ثم تغير نظرة المجتمع إليه.
3- المخاطر الإقتصادية :
عند ظهور مرض مشترك ساري في دولةً ما فإنه يحدث خسائر إقتصادية و تتمثل بمايلي :
• توقف العمل والإنتاج نتيجة عدم ذهاب الناس لأعمالهم تخوفاً من إصابتهم بالعدوى.
• نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات وخسارة المربين لها تجعلهم فقراء لأنهم يعتمدون على الثروة الحيوانية كمصدر إقتصادي ( البنك المتحرك) .
• توقف حركة تجارة الحيوانات من وإلى البلد المصاب وهذا يشكل عبء إقتصادي على الدولة وتوقف حركة تجارة الحيوانات مع دول الجوار .
• توقف حركة السفر من وإلى الدولة الموبؤه وتوقف السياحة التي تعتبر من مصادر دخل الدولة.
• التكاليف المالية التي تتكبدها الدولة عند ظهور المرض والمتمثلة في نفقات المكافحة والعلاجات والفحوصات المخبرية ... الخ.
طرق الوقاية والمكافحة من الأمراض المشتركة:
تعتمد إجراءات الوقاية والتخلص من الأمراض المشتركة على: 
• الكشف المبكر عن مصدر العدوى وإعطاء العلاج المناسب.
• تطبيق الإجراءات الصحية البيطرية والبشرية العامة والخاصة بما في ذلك إجراءات الحجر الصحي البيطري.
• تنفيذ برامج مكافحة هذه الأمراض بإستخدام التلقيحات الوقائية أو الوسائل العلاجية وذلك عند الحيوان والإنسان.
• مكافحة الحشرات الطائرة والزاحفة والقوارض في المنازل وحظائر تربية الحيوانات والدواجن.
• القضاء على الكلاب والقطط والحيوانات الشاردة.
• مراعاة الشروط الصحية وخاصة أمور النظافة العامة وكذا العلاجات الدورية إضافة اإى التلقيحات الوقائية للحيوانات المنزلية.
• تطبيق شروط الصحة والسلامة العامة من قبل المربين والمزارعين والحرفيين عند تعاملهم مع الحيوانات ومنتجاتها ومشتقاتها ومخلفاتها.
• عدم ذبح الحيوانات والدواجن إلا في المسالخ القانونية وإخضاعها   للإشراف والفحص الصحي البيطري.
• تطبيق الشروط الصحية البيطرية الصارمة في عمليات تصنيع المنتجات والمشتقات الحيوانية.
• منع نقل وحفظ وتداول المنتجات والمشتقات الحيوانية الطازجة أو المصنعة إلا في وسائل نقل مبردة ومغلقة بحيث تمنع تعرض هذه المنتجات للتلوث.
• العناية بنظافة الحيوانات المنزلية وخاصة الكلاب والقطط وإبعادها عن النساء الحوامل وإعطائها الأدوية واللقاحات اللازمة وإخضاعها للإشراف الطبي البيطري المستمر. 
إستراتيجية مكافحة الأمراض الوبائية المشتركة :
1-العزل:
في حالة حدوث جائحات وبائية بالأمراض المشتركة, فانه يجب عزل الأشخاص المصابين في المستشفيات أو في معازل خاصة, مع مراقبة المخالطين للتأكد من خلوهم من المرض. ويجب كذلك عزل الحيوانات المصابة في أماكن خاصة بعيداً عن بقية القطيع, لمنع إنتقال العدوى، ومراقبة الحيوانات المخالطة للتأكد من خلوها من الإصابة. يجب أن يخصص عمال مدربين للتعامل مع تلك الحيوانات المعزولة, وأن لا يتعاملوا مع بقية الحيوانات السليمة. وعند صعوبة تنفيذ ذلك فإنه يجب علي هؤلاء العاملين التعامل مع الحيوانات السليمة أولاً ثم متابعة القطيع المصاب في المعازل بعد ذلك.
2- الترصد الوبائي : 
هونظام متواصل لجمع المعلومات ومطابقتها وتحليلها وتفسيرها ،ومن ثم عرضها على صانعي القرار ويستخدم لذلك إستمارات خاصة من إدارات الترصد الوبائي في وزارة الصحة والإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بوزارة الزراعة والري.
أهداف الترصد الوبائي:
• الإكتشاف المبكر للأمراض الوبائية بما فيها الأمراض المشتركة التي تؤثر علي صحة الحيوان والإنسان.
• تمكين الجهات المختصة من تنفيذ الإجراءات الوقائية ومكافحة المرض علي وجه السرعة.
• التعرف على الإحتياجات اللازمة من الكوادر البشرية الفنية, مما يسمح بإمكانية إستنفار وتوجيه الموارد المتاحة بصورة سليمة في مكافحة المرض.
• تقديم المشورة والدعم الفني الإستراتيجي لمتخذي القرار.
3- الإبلاغ عن الأمراض الوبائية المشتركة:
يقوم المربين وأصحاب الحيوانات والعاملين في القطاعين الصحي البشري والحيواني بالإبلاغ عن وجود الأمراض أو الإشتباه في وجودها إلى المسئولين عن الترصد الوبائي في المديريات ومن ثم المحافظة ثم إدارات الترصد الوبائي المركزي، حيث تقوم هذه الإدارات بإتخاذ الإجراءات اللازمة.كما تقوم ايضاً بإبلاغ المنظمات الدولية ذات العلاقة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة الحيوانية ومنظمة الأغذية والزراعة كنوع من تبادل المعلومات بين الدول. 
4-الحجر الصحي والتحكم في تحركات البشر والحيوانات:
يتم فرض إجراءات الحجر الصحي علي الأشخاص المصابين والمخالطين في حالة حدوث المرض بصورة وبائية. كما يتم فرض الحجر البيطري الصارم والتحكم في التحركاتِ الحيوانية ومنتجاتها والأشخاص والأشياء الأخرى, وذلك لمَنع إنتشار المرض من المناطق المصابة إلى المناطق الأخرى.
5- الإخماد أو ”ذبح الحيوانات المصابة والمخالطة“ والتعويض:
بعد تشخيص المرض، فإنه يجب التخلص من كل الحيوانات من المزارع المصابة بأسرع ما يمكن، ومن المفضل أن يتم التخلص من تلك الحيوانات في نفس المبني وتعويض المربين.
6-التحصين:
• تحصين الإنسان: 
يتم تحصين الإنسان باللقاحات المناسبة تبعاً لنوع المرض, فيمكن تحصين الإنسان ضد مرض السل ....الخ.
• تحصين الحيوانات:
إحدى الطرق الناجحة في عملية المكافحة، ولكنها تعتمد على إستراتيجة الدولة وإمكانيانها. 
7-التخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة والمنتجات الحيوانية:
يجب التخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة نتيجة الإصابة بالمرض بالدفن أو الحرقَ, بشرط حمايتها من الحيوانات الضالة مثل الكلاب أو القطط. ويجب أيضاً دفن أو حرق مخلفات الحيوانات من غذاء وفرش .....الخ . 
8-معالجة الإنسان المريض وكذلك الحيوانات المريضة
9- التطهير وإزالة التلوث :
من الضروري إزالة التلوث وتطهير المباني والأدوات والحظائر والأشياء الأخرى الغير حية التي تكون قد لامست الحيوانات المصابة أو المشتبه في إصابتها بالمرض بإستخدام المطهرات المناسبة. 
10- التثقيف الصحي والتوعية والإرشاد:
التثقيف الصحي:
هو عملية إعلامية هدفها حثُ الناس على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة ، من أجل رفع المستوى الصحي للمجتمع ، والحدّ من انتشار الأمراض ، والتثقيف الصحي يحقق هذا الهدف بنشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع ، وتعريف الناس بأخطار الأمراض ، وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها ، ويُستعان على ذلك بوسائل مختلفة ، مثل : اللقاءات المفتوحة مع الناس ، والمحاضرات والندوات ، وعرض الأفلام التلفزيونية والسينمائية ، وتوزيع النشرات الصحية والكتيبات والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام.
هذا النشاط هو أكثر التدخلات فاعلية, فكثير من الأمراض يمكن الحد منها أو القضاء عليها بدون الحاجة للأدوية إذا ما تمت التوعية عن المرض بشكل جيد وطرق الوقاية منه. 
الأهداف الرئيسية للتثقيف الصحي :
• توجيه الأشخاص لإكتساب المعلومات الصحية.
• حث الأشخاص على تغيير مفاهيمهم الصحية.
• توجيه الأشخاص لإتباع السلوك السليم المرغوب وما سبق ذكره من أنشطة يتبع كل منها الأخر.



------------------