الاخطار والتهديدات لصحة الانسان بسبب استهلاك اللحوم المدورة حيوانياً عن طريق استخدام مخلفات المسالخ في تغذية الحيوانات والدواجن أمراض البريون ومنها مرض جنون البقر نموذجاً

  • برفسور محمد الزوقري
  • نشر بتاريخ:02-09-2022
  • قراءات: 1267

تعتبر مخلفات ذبائح مسالخ الدواجن مستودعاً غني بمسببات الأمراض البكتيرية والفيروسية والبريونية والطفيلية ، القادرة على إصابة كل من الحيوانات والبشر.
 
وبالتالي فإن طريقة التخلص السريعة والفعالة من حيث التكلفة والآمنة ضرورية لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض بعد ذبح الدواجن.

استعراض الموضوع

يعتبر التعرف على مسببات الأمراض مشكلة مستمرة بنشأة الإنسان ومرت بعدة مراحل من التطور ويشغل بال العالم الآن مجموعة من الأمراض تصيب الإنسان والحيوان تسمى –البريون- أو أمراض المخ الإسفنجي والمعروف منها حتى الآن –كورو – جاكوب – ستروسلر – والأرق القاتل في الإنسان وفي الحيوان سكرابى في الأغنام والماعز – جنون المنك – الذبول المزمن في الغزال الجبلي – جنون الأبقار وجنون القطط وجميع هذه الأمراض كانت معروفة قبل جنون الأبقار والمرض الوحيد الذي شخص بعده هو جنون القطط سنة 1992 
تلك المجموعة من الأمراض لها خصائص مشتركة أهمها :-

1- المسبب المرضي عبارة عن بريون متحور يختلف عن البريون الطبيعي وهو بروتين ينتج طبيعيا في الخلايا خصوصا الخلايا العصبية كأحد المكونات الهامة في جدار الخلايا ويحدث له تجديد وإحلال بواسطة إنزيمات الخلايا وتكون كميته ثابتة في حدود احتياجاتها ولكن هذا البريون المتحور يصبح مقاوما لإنزيمات الخلايا ويتراكم بجدارها ويتحول إلى عنصر بروتيني شديد التماسك ويتسبب تراكم البريون المتحور داخل الخلايا المخية إلى أنها تصبح إسفنجية وتنشأ بها فراغات ترى بفحص نسيج المخ بالميكروسكوب.

2- ولقد وجد ان هذا البريون المتحور لا يحدث له أضعاف بواسطة الحرارة والتعقيم والأشعة فوق البنفسجية او المواد الكيماوية او حتى بإنزيم تحلل البروتين (البوتياز) وبمعظم المعاملات الأخرى التي تؤثر في مسببات الأمراض المعروفة من فطريات وبكتيريا وفيروسات وتم يثبت احتواء البريون المتحور على أي نوع او قدر من الحمض النووي المسئول عن التكاثر في جميع الميكروبات بما فيها الفيروسات مما يدعو إلى الحيرة في كيفية انتقال هذا البريون التحور واحداثة للمرض في محاولات أحداث العدوى التجريبية نفس الأعراض المرضية بعد فترة حضانة حوالي 200 يوم هذا ومازال البحث مستمرا لتحديد طبيعة المسبب المرضى.

3- هذه المجموعة من الأمراض تحدث الإصابة بها بعد تناول أغذية او أعلاف من اصل حيواني ملوثة بالبريون المتحور لمدد طويلة. 

4- هذه الأمراض من النوع المزمن الذي يتطلب فترات حضانة طويلة قد تمتد من 3-8 سنوات أو أكثر لظهور أعراضها على المصاب.

5- تلك الأمراض مميتة خلال 4-6 أسابيع من بدأ ظهور الأعراض العصبية وليس لها للآن أي علاج دوائي أو لقاح واقي.

6-لم يستدل حتى الآن على أية نواتج تشير إلى استجابة الجهاز المناعي للمصاب لهذا المسبب المرضي مما يجعل التشخيص قبل ظهور الأعراض المرضية غير ممكن ويحرم المصاب من مقاومته الطبيعية. 
بخصوص مرض جنون الأبقار الذي بدأ ظهوره بإنجلترا منذ إبريل سنة 1985 كنتيجة لتغذية الأبقار منذ عام 1981 على علائق تحتوي على مسحوق لحم وعظم مستخلص من أحشاء وجثث أغنام مصابة بمرض سكر أبى فأنه رغم إيقاف استخدام تلك النوعية من التغذية منذ عام 1986 مازالت تظهر حالات مرضية جديدة في حيوانات لم تتناول تلك النوعية من العلائق كما سجلت حالات أخرى ظهرت في أبقار محلية بمعظم دول أوروبا لم تستعمل تلك العلائق أصلا ولم تستورد تلك الأبقار من إنجلترا والأحشاء الداخلية التي يمكن عن طريقها أن تنتقل العدوى من الحيوانات المصابة هي بالترتيب المرضي :- 
المخ – النخاع الشوكي –الطحال – الغدة الثيموثية والأمعاء ونقل العدوى عن طريق العضلات نسبته ضعيفة جدا الألبان فلم يثبت أنها تنقل العدوى

مما تقدم نرى أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بدراسة وبحث هذه المجموعة من الأمراض، وإن تلك الأمراض يحدث بها تغيير في وبآياتها كما حدث لمرض جاكوب والمعروف منذ 1920 ، حيث سجلت حالات في إنجلترا تتراوح أعمارهم من 30-35 سنة مخالفا لما كان معروفا عن هذا المرض أنه يصيب الإنسان فوق عمر الستين عاما وأنها تصيب أعز ما يملكه الإنسان وهو المخ وكل الشواهد تشير إلى أن مجموعة تلك الأمراض وما يستجد منها ستكون ضمن أهم أمراض القرن الجديد

حتى قبـل الإصابـة بمرض جنـون البقــر تعتبر أعــــلاف‏ الدواجن التي يدخل في تكوينها مخلفات المسالخ مصـــدر خطـــر‏

عندما خلق الله الكائنات الحية بمختلف أجناسها وأنواعها حدد لها نوعية معينة من الغذاء فمنها من يتغذي علي العشب والنباتات مثل الدواجن‏,‏ الأغنام‏,‏ الماعز‏,‏ والابقار‏,‏ ومنها مايتغذي علي البروتين الحيواني كالطيور الجارحة والحيوانات المفترسة‏,‏ وهذه محرم تناولها علي الانسان الذي يجمع في تغذيته بين النباتات والنوعية الأولي من الحيوانات‏.‏ يرجع ذلك الي طبيعة الجهاز الهضمي لكل نوعية‏,‏ ومدي قدرته علي هضم الغذاء القادم اليه والمحكومة بصفات هذا الغذاء الطبيعية والكيمائية‏,‏ وقدرة الجهاز الهضمي علي تحويل المركبات المعقدة في الغذاء الي مكوناتها الأصلية ذات أوزان جزئية يمكن امتصاصها بعد هضمها من جدار الامعاء ونقلها عن طريق الدم الي مراكز الجسم التي تقوم بتحويلها الي مركبات يستفاد منها إما في انتاج الطاقة اللازمة للحياة أو تكوين البروتينات المختلفة سواء ماكان منها من النوع النباتي مثل بروتينات العضلات أو البروتينات الوظيفية كالأنزيمات والهرمونات وغيرها‏.‏

غير انه في الأونة الأخيرة وبسبب ارتفاع اسعار مكونات العلائق التقليدية المستخدمة في الاعلاف وخاصة المكونات الحيوانية‏، ونتيجة رغبة المنتجين في تخفيض تكاليف التغذية لجأت الدول المتقدمة ومن بعدها دول العالم الي استخدام مسحوق الدم واللحم وبقايا المجازر بطريقة مفرطة في الاعلاف الامر الذي ادي الي اجهاد اجهزة الحيوانات والدواجن ودفع مسارات التمثيل الغذائي في اجسامها ضد مسارها ومصلحتها مما اوجد نوعا من الخلل في هذه المسارات‏,‏ كما يقول د‏.‏ محمد صفوت عبدالمجيد استاذ الفسيولوجيا بزراعة الزقازيق ـ وظهور نوع من الاختلال في الوظائف الحيوية لاجهزة جسم الحيوانات وتغيير في طبيعة لحومها والبيض الناتج عن الدواجن أو ظهور بعض الاعراض المرضية التي تصيب الاجهزة الحاكمة المنظمة لوظائف الجسم مثل الجهاز العصبي سواء المركزي أو اللإرادي وقد يصاحب ذلك بعض الخلل في معدلات افراز الناقلات العصبية وهي المركبات التي تعتبر همزة الوصل بين النبضات العصبية والافرازات الهرمونية مما يظهر في صورة خمول أو هياج عصبي‏. يزيد من خطورة هذه الاصابة استعمال المخلفات الحيوانية من الدم واللحم ومخلفات الذبح الأخري مثل الأحشاء والأمعاء خصوصا عندما تكون هذه المخلفات لحيوانات مصابة أو ميتة‏.‏ والدم يقوم بوظائف عديدة أهمها تخليص انسجة الجسم من المواد السامة وتوصيل الغذاء لها‏..‏ كما انه وفي ذات الوقت يعتبر أعظم اجزاء الجسم صلاحية لنمو الكائنات الحية المرضية وتكاثرها فهو أسرع وسائل انتقال العدوي بالامراض وخاصة بين الانسان والحيوان الذي يأكل منه‏..‏ كما انه يحتوي علي الفضلات السامة التي تنتشر في أجسام الحيوانات المريضة‏..‏ 

لذلك فقد حرم الله سبحانه وتعالي أكل الدم والميتة وهو ماتشير اليه الآية الثالثة من سورة المائدة‏ (‏حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح علي النصب‏)

في لبنان كان مربو الأسماك يقومون برمي مخلفات وبقاي المسالخ توفيراً لتكاليف العلف لكن قوبل هذا العمل بمنع من الدوله وتعهد هؤلاء بعدم استخدام مخلفات المسالخ في تغذية الأسماك بعد اليوم مربو الأسماك أنفسهم الذين كانوا يرمون في المخلفات في نهر العاصي نحو عشرة أطنان من مخلفات المسالخ وأحشاء الدواجن المفرومة “فجر كل يوم كما أكدت مندوبة وزارة الصحة في المؤتمر فاتن خوري. خوري قالت أنها تحضر إلى دوامها عند الثامنة صباحا فلا تجد أثرا لهذه المخلفات “إذ يأكلها السمك. لما سببته هذه المخلفات من انتشار للأمراض الخطيرة التي تلوث البيئة ناهيك عن خطر استهلاك الاسماك المغذاه على هذه المخلفات.

الدواجن ومنتجاتها - مخاطر على صحة الإنسان

ربما تجلب التعامل مع الطيور الحية أكبر مخاطر التعرض للفيروسات للمزارعين وأسرهم وعمال الدواجن في المناطق حيث أن أنفلونزا الطيور شديدة الضراوة UHPAI) موجودة.  دراسة في قوانغتشو الصين في 2007 إلى 2008 وجدت أن 15% من عمال الدواجن في أسواق الدواجن الحية، حيث توجد الطيور أيضًا مذبوحة، تحتوي على أجسام مضادة ضد أنفلونزا الطيور عالية الضراوة.  هذا بالمقارنة مع فقط 1% من اجمالي السكان UWang، Fu and Zheng، 2009).
 
ومع ذلك هناك أيضًا مخاطر تعرض الإنسان لمسببات الأمراض الناشئة عن ذبح الدواجن ومعالجتها وتخزينها مراحل المعالجة والتحضير. يمكن أن تكون الدواجن ملوثة التي تحتوي على عوامل معدية ضارة ومنتجات الدواجن النيئة مسؤولة عن عدد كبير من حالات التسمم الغذائي البشري.
 
خلال هذه المراحل، يمثل التحكم في تلوث الجثث بمسببات الأمراض تحدياً كبيراً، لا سيما في العمليات الصغيرة. في البلدان الاستوائية  المحيط عادة ما تكون درجة الحرارة أعلى من 20 درجة مئوية، مع وجود درجة عالية من الرطوبة مما يخلق ظروفًا مواتية لتكاثر معظمها بكتيريا.  خلال الموسم الحار ، تتزايد أعداد البكتيريا فقد تم العثور عليها على جثث الدواجن. لتحديد مخاطر سلامة الأغذية على طول الإنتاج وسلسلة التسويق، من المهم معرفة كيف وأين ومتى يحدث التلوث بالكائنات الحية الدقيقة. بمجرد معرفة ذلك، من الممكن إدخال تدابير للحد من المخاطر. اعتماد من التكنولوجيا المحسنة وتدابير النظافة الصارمة يمكن في كثير من الأحيان تقليل مخاطر تلوث الجثث. الذبح يجب تقسيم المسلخ إلى ثلاثة أقسام منفصلة على الأقل: 
1. منطقة الطيور الحية؛  
2. منطقة للذبح بما في ذلك نزع الريش
 3. منطقة معالجة  ابتدءاً من نزع الأحشاء. لتقليل مخاطر تكاثر مسببات الأمراض على الذبائح ولحوم الدواجن بحيث يجب تجميدها أو تبريدها واستهلاكها مباشرة بعد الذبح. جدير بالذكر أن البكتيريا الأصلية للدواجن المصنعة تتكون من أنواع عديدة من البكتيريا والخمائر معظمها جزء من الميكروفلورا للدواجن الحية. يتم نقل هذه البكتيريا في منشأة معالجة على جسم وأمعاء الطيور. فعلى سبيل المثال بكتيريا الكامبيلوباكتر والسالمونيلا تسكن أمعاء الطيور السليمة ويمكنها أن تسبب المرض للبشر اعتمادًا على قدرتها المرضية وعددها وتركيز البكتيريا على المنتج.  مجموع هؤلاء ستحدد العوامل ما إذا كان المستهلك في خطر في ذلك الوقت من الاستهلاك. منظف ​​الطيور عند وصولها إلى الذبح كلما قل عدد البكتيريا الموجودة على جثثهم أثناء الذبح.  في العديد من المزارع، من الصعب تحقيق انخفاض تعداد البكتيريا على جلد وريش الطيور لذلك يجب التركيز على النظافة عند خط الذبح.

فهل يا ترى ماذا يجري في مسالخ اليمن السعيد من احتياطات ومحاذر تتبع لتصريف مخلفات المسالخ المنتشرة حديثاً.

د.محمد الزوقري
استشاري تغذية وتصنيع أعلاف الدواجن
------------------