دراسة /المطر على اليمن لن تنقطع على مدار السنة

  • كتبه : أحمد فرقز
  • نشر بتاريخ:25-07-2020
  • قراءات: 7355
نشر الباحث في مجال الطقس/ مكين الكوكباني مختصرا لبحث علمي حديث، وصفه بـ(أهم واخطر مقال عميق وشامل) للعناصر الجديدة المؤثرة على الطقس المطري في المنطقة، حسب الدراسات التي قام بها فريق البحث لـ( 3 آلاف خريطة لمخرجات نماذج تنبؤات الطقس العالمية لثلاث سنوات خلت، واكثر من خمسين بحث ومقال حول نتائج تغيرات المناخ الايجابية على اليمن والمنطقة )، ومن أهم ما جاء في البحث بأنه ( ابتدأ من السنة الجارية 2020 وصاعدا سيصبح هطول الأمطار في اليمن أغلب ايام السنة )، ومن خلال هذا الاستنتاج الذي توصل إليه البحث أوصى الباحثون بأن يتم اعتماد هذه الحقيقة على أساس مجمل الخطط الاقتصادية للسلطات، مشيراً بأنه ( بإمكان المزارعين زراعة وحصاد موسمين او ثلاثة خلال السنة ).

وفي سياق البحث يوضح الكاتب الأساس العلمي الذي تقوم عليه التنبؤات، وأن هذا التغيير المناخي يعود إلى مدخلات طقسية جديدة غيّرت العناصر الداعمة لتساقط الأمطار على اليمن والمنطقة، التي كما يقول الباحث كانت تعتمد منذ قرون على عنصر الرياح الموسمية (اما اليوم فقد اصبح نظام الطقس في اليمن يقوم على طيف واسع من عناصر الطقس نتيجة التغيرات الجذرية في مناخ الأرض ) .. ويمضي الباحث في تأكيد إستنتاجه بتزمين هذا الإنقلاب الطقسي الضخم حيث (تعد سنة 2019 هي سنة الاساس والبداية لميلاد النظام المناخي الجديد في الارض وتليها أربع سنوات من التغيرات المناخية ستنتهي باكتمال ميلاد النظام المناخي الجديد عام 2024) كما يقول الباحث.

كما يسهب البحث في تبيين العناصر الجديدة التي انتجت هذا التغيير المناخي، وهي عناصر تمتد إلى طبيعة الظواهر المناخية التي تساعد على تساقط الأمطار ومنها الرياح والرطوبة والضغط الجوي. ويبين أن القواعد الأساسية التي كانت رائجة في فهم الواقع المطري لليمن قد طرأ عليها تغييراً جذرياً نتيجة لمجموعة من العوامل والظواهر التي تعرضت لها الأرض خلال الـ 20 سنة الماضية.
وذكر من هذة العوامل المستجدة التي من المقدر لها أن تساعد على هطول الأمطار بشكل متواصل على اليمن (الكتل الرطبة العالمية) وهي (كتل عملاقة من الرطوبة تتشكل خلال فترة مرور تعامد الشمس على المسطحات المائية الواسعة خلال انتقال تعامد الارض بين المدارين وخط الاستواء حيث تتشكل الكتلة الرطبة العملاقة بمعدل كتلة واحدة كل شهر). وتعمل هذه الكتلة على (تفعيل التيارات النفاثة إضافة إلى تنشيط حركة الرياح المدارية من ضمنها اغلب مناطق اليمن بمعدل دورة أمطار كل شهر خلال فترات: منتصف يناير وفبراير وأخر مارس واول ابريل ومنتصف مايو ويونيو وآخر يوليو واغسطس واخر سبتمبر واول اكتوبر وآخر نوفمبر وديسمبر ).

ويستطرد البحث في ذكر العوامل الأخرى المستجدة على الواقع المطري لليمن والمنطقة ، فيذكر (الموجات الرطبة) وعدّدها ثلاث موجات، ويفند طبيعتها ودرجة تأثيراتها وتوقيت حدوثها وكثافة المطر الذي تسببه كل موجة، ويؤكد على أن جميعها لم تعد تنضبط لموسم بل يُتوقَّع في أي فصل أو شهر من السنة.. وفي الأخير يذكر المنخفضات والأخاديد الجوية كآخر عنصر مساعد داعم لإستمرارية سقوط الأمطار على اليمن طوال أيام السنة خلال الفترة القادمة بإذن الله

إذا صح ما توقعته الدراسة فإننا أمام تغيير مناخي عنيف سيطال مستويات كثيرة من الحياة في بلادنا، وإذا كان في مظهره العام مبشراً بخير، فإنه في التفاصيل يبدو مرعباً نتيجة لتراكمات السلب في التعامل مع الأمطار ومسبباتها والعوامل التي تسبب الكوارث في مناطقنا، وهي تراكمات تجعلنا نتشدد في الخوف من أن يكون هذا الإستجداد المناخي خوفاً حقيقياً في ظل خصوصية الفقر وتدني مستويات المعيشة وطبيعة البناء الطيني في مناطقنا التي سينزل عليها هذا الخير بالقلق المميت.

كيف ستتعامل سلطاتنا مع هذا الواقع الذي نشاهد بوادره ماثلة لنا هذا العام.. وكيف ستتصرف مع نتائجها الكارثية بالتلاحق المفترض الذي يقولون عليه.

لعلنا أمام مرحلة تستدعي نمطاً خاصاً من العمل الجاد والحثيث لترتيبات سد الأخطاء التي سادت مؤخراً في مجال التعامل مع المساييل ومجاري السيول والبناء العشوائي ودعم الأسر الفقيرة لترميم مساكنها الطينية، إلى ما هو الأهم بوضع استراتيجية عامة للطوارئ وتسويق حال البناء الطيني كإشكال عام ماس وخطر يستدعي حملات وطنية ودولية لدعمه والحفاظ عليه كمقومة إنسانية ناضجة في التعامل مع خامات الطبيعة.

حفظ الله بلادنا من كل شر. 
------------------