مادة إرشادية هامة لمزارعي محصول الذرة الشامية ...... ظاهرة سن العجوز .

  • اعداد المهندس /صلاح أحمد المشرقي
  • نشر بتاريخ:06-03-2021
  • قراءات: 3796


اعداد المهندس /صلاح أحمد المشرقي مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي

أسباب وجود فراغات وعدم اكتمال نمو الحبوب في كيزان ( عرانيس ) الذرة الشامية.
   
غالباً عند شراء كيزان الذرة الشامية من الأسواق فإننا نلاحظ بأن بعض الكيزان أو ما تسمى ( عرانيس الذرة) بأنها ناقصة في عدد الحبوب، بمعنى يكون هناك فراغات ونقص في عدد الحبوب لم تظهر على الكيزان، هذه الظاهرة سُميت عالمياً بظاهرة أسنان العجوز، وهو تشبيه لأسنان الشخص المتقدم بالسن الذي فقد بعض أسنانه.
 
ذكر الأخ العزيز المهندس / أسامه الدمشقي في منشور له بأن الذرة الشامية المحلي سعر الكيس 50 كجم منها غالبا بيكون موحد في مختلف المناطق وهذا ما لاحظناه من الجوف الى المحويت وذمار والمرتفعات الى تهامة 15000 ريال يعني الطن تقريبا يوصل الى 300,000 ريال يمني من محلات الجملة وأسواق الحبوب والحناطين.
 
إن ما دفعنا لكتابة هذه المادة الإرشادية هو ما تفضل به الأخ العزيز أسامه الدمشقي، لأنه وعلى سبيل المثال يمكن افتراض أنه عندما يكون إنتاج المزارع من الذرة الشامية ( المكتمل نمو الحبوب في كيزانها ) فإن المزارع يمكن أن يحصل على طن من الذرة الشامية من نصف هكتار ( افتراضاً ) ، وبالمقابل فإنه يمكن أيضاً افتراض أنه عندما يكون إنتاج المزارع من الذرة الشامية ( غير المكتمل نمو الحبوب في كيزانها ) فإن المزارع يمكن أن يحصل على طن من الذرة الشامية من هكتار واحد ( افتراضاً )، في هذه الحالة يُمكن إدراك حجم الخسارة التي يتكبدها مزارعي الذرة الشامية عندما يكون إنتاجه من الذرة الشامية من كيزان غير مكتملة النمو ( أسنان العجوز )

أسباب وجود فراغات وعدم نمو الحبوب في كيزان ( عرانيس ) الذرة الشامية.

من خلال تواصلنا مع بعض خبراء المحاصيل الحقلية والرجوع إلى بعض المصادر فقد تبين بأن أسباب هذه الظاهرة تحدث نتيجة عدة أسباب على النحو التالي:
1. نقص الرطوبة الأرضية مع ارتفاع في درجة حرارة الجو.
2. نقص عنصر البورون.  
3. عدم اكتمال عملية التلقيح والإخصاب.
    
  كيف تحدث هذه الأسباب وكيف يمكن السيطرة عليها.
        
أولاً – نقص الرطوبة الأرضية وارتفاع في درجة حرارة الجو، في هذه الحالة يمكن السيطرة على هذا السبب بالالتزام بالمواعيد الزراعية المناسبة والمتعارف عليها في كل منطقة من المناطق الزراعية، مع العلم بأن محصول الذرة الشامية من المحاصيل المجهدة للتربة ومن المحاصيل التي تحتاج إلى كمية من المياه المناسبة لنموه وإنتاجه، لأن الجفاف يساعد على ظهور يساعد الجفاف على ظهور أعراض نقص البورون ويعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجذور عندما تتعرض للجفاف تتعمق في التربة بحثاً عن الرطوبة وهذه الأعماق محتواها من البورون أقل من الطبقات السطحية.
   
ثانياً – نقص عنصر البورون، عنصر البورون من العناصر الهامة والمسؤولة عن نمو أنبوبة حبوب اللقاح في الذرة الشامية كما أنه مهم جداً في تركيب جدار الخلية النباتية وفي نمو الحبوب والثمار بمختلف المحاصيل، لذلك فإن نقص عنصر البورون يؤدي إلى انخفاض في إنتاجية المحصول، وبالنسبة للذرة الشامية تظهر أعراض نقص البورون من خلال ملاحظة خطوط طولية رفيعة بيضاء اللون على الأوراق أو تكون شفافة، أما السنابل فيتضاعف عددها ولكنها تبقى صغيرة الحجم وغير طبيعية وتحتوي على خيوط حريرية قصيرة جدا، وأيضاً بعض الفروع الناشئة تكون ميتة والأعضاء الذكرية ( هي السنبلة في أعلى نبات الذرة وتسمى النورة الذكرية ) حيث تكون صغيرة وذابلة وخالية من حبوب اللقاح.
 
كيف يحصل النبات على عنصر البورون.
 
البورون من العناصر التي يحتاجها النبات بكميات بسيطة جداً ورغم أهميته لحياة النبات إلا أن كميات زائدة بسيطة منه تسبب السمية للنبات ويحصل النبات على عنصر البورون من التربة بصورتين الأولى وهي الصورة العضوية وهنا يجب التركيز على التسميد بالسماد العضوي المتحلل والمخمر بالطريقة الصحيحة حتى نضمن توفر الكمية المناسبة من هذا العنصر لنباتات الذرة الشامية، والصورة الثانية يوجد البورون بشكله المعدني مع الكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم.
أيضاً يمكن إضافة أسمدة البورون بشكل مباشر للنبات من خلال النثر على التربة الزراعية أو من خلال رشه كسماد سائل على الأوراق ( مع ملاحظة عدم الاسراف بإضافة البورون للنباتات) مع الإشارة إلى أن مياه الري قد تحتوي على كمية من هذا العنصر وتمد النبات بجزء من حاجته حتى ولو كانت هذه النسبة بسيطة جداً.
 
أسباب نقص عنصر البورون :

هناك أسباب عديدة لنقص هذا العنصر إلا أن أهمها :
- فقدان جزء منه بالغسيل مما لا يتيح للنبات الحصول على حاجته من هذا العنصر.
- سحب جزء من قبل جذور النباتات أي الاستنزاف المستمر بدون تعويض بإضافته إلى التربة أو رش النباتات خاصة في المناطق التي تزرع محاصيل مستنزفة لهذا العنصر وبشكل مكثف دون اتباع دورة زراعية.
- زيادة محتوى التربة من عنصر الكالسيوم الذي يعيق امتصاصه.
- ارتفاع مستوى الماء الأرضي.

ثالثاً - عدم اكتمال عملية التلقيح والإخصاب، من المعروف بأن الذرة تعتمد على التلقيح بالرياح ويجب أن يتم تلقيح كل نواة فردية على الكوز بنجاح من أجل الانتفاخ والتطور إلى نواة ذرة صفراء ممتلئة بالحبوب، وبدون التلقيح الناجح لا تنمو النواة وينتهي الأمر بنقص نمو الذرة على الكيزان.
 
كيف يحدث تلقيح الذرة

محصول الذرة الشامية يحتوي على أزهار من الذكور والإناث في كل نبات، ويتم التلقيح بواسطة الرياح عادةً فعندما تهب الرياح تنتشر حبوب اللقاح من السنبلة المركزية للنبات لتلامس خيوط الحرير عند أول ظهور الكيزان، مع العلم بأن التلقيح في الذرة الشامية خلطي بنسبة 95% بينما 5% من التلقيح يكون ذاتي ( أي أن التلقيح الخلطي يحدث من نبات لآخر  بينما التلقيح الذاتي يحصل في نفس النبات ) يحدث التلقيح في وقت متأخر جدًا من دورة نبات الذرة الشامية، أي قبل أسبوعين فقط أو نحو ذلك من حين تكون الذرة جاهزة للحصاد، ولكي يحدث التلقيح يجب أن تسقط حبوب اللقاح من أزهار الذكور (الشرابات الموجودة في أعلى الساق) على الأزهار الأنثوية (الحرير الذي يخرج من الكيزان).
 
توقيت تلقيح الذرة باليد
في الحقول الكبيرة تهتم الرياح بتلقيح الذرة لأنه عند دوران الهواء تتصارع السيقان مع هبوب الرياح، بالتالي يكون هناك ما يكفي من التحريض الطبيعي لنشر حبوب اللقاح، أما في الحقول الصغيرة الأراضي الصغيرة فإنه يجب أن يقوم المزارع مقام الرياح إلا أنه يحتاج إلى معرفة متى يقوم بالمهمة وكذلك كيف.

في حال عدم وجود الرياح المناسبة لإتمام عملية التلقيح فإن على المزارع أن يقوم بمقام الرياح حيث يقوم بملاحظة تفتح النورة الذكرية ( السنبلة الرئيسية بالنبات)  بالكامل وعادة تتفتح هذه السنبلة قبل يومين أو ثلاثة أيام من خروج الخيوط الحريرية من الكيزان وبمجرد ظهور الحرير ، تكون جاهزًا لبدء التلقيح اليدوي للذرة من خلال ضرب النباتات ببعضها البعض، وسيستمر التلقيح بهذه الطريقة لمدة أسبوع ويجب أن يتم تلقيح الذرة يدويًا في الصباح لأنه يحدث تساقط معظم حبوب اللقاح بين الساعة 9 و 11 صباحًا، بعد جفاف ندى الصباح، كما أن الطقس البارد أو الغائم أو الممطر يمكن أن يؤخر التلقيح أو يمنعه.
------------------